فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة:9
د. منذر : يا الله...ماذا تقولين يا فائزة؟ مصائب ؟
مريم : أجل يا منذر مصائب وأي مصائب..
د.منذر : وكيف ذلك يا مريم؟
مريم :سأواصل سرد الحكاية..أه ها قد أتت سعدية
بقهوتها اللذيذة
(تدخل سعدية الخادمة وهي
شابة في الخامسة والعشرين
وهي زوجة ماهر السائق
تعتذر عن التأخير..تقدم
لهم القهوة والحلويات
وهي تبتسم)
مريم : ظننت أنك نسيتنا يا سعدية
آسعدية : أنا آسفة والله ..لقد كنت في صراع مع
ضياء ومنى..لقد أدخلا الفوضى بالبيت
وقد تغلبت عليهما و فتحت لهما التلفاز
وهما الآن يشاهدان حصة للأطفال.
(يضحكون)
فائزة : مسكينة سعدية ..هي دائما في صراع
مع هذا الثنائي
سعدية : إنه صراع محبب إليّ ..خاصة أنهما
يمتثلان لأوامري..ويعتذران إذا ما أساءا
التصرف
إمريم : صح والله انهما يمتثلان لأوامر سعدية أكثر من أوامري
وأوامر فائزة..وهذا في الحقيقة يسعدنا
فائزة : أجل والله ..حين أهددهما بسعدية..ينكمشان
خوفا
سعدية : انهما ولداي..وأنا أحبهما كثيرا
مريم : شكرا يا سعدية نحن على يقين من ذلك
سعدية : العفو..هل من خدمة يا سيدتي ؟
مريم : الدكتور منذر سيتناول العشاء معنا
سعدية : مرحبا به..لقد جهزت العشاء..والخير
موجود والحمد لله
مريم : الحمد لله على خير الله
سعدية : أستأذن..
مريم : تفضلي..
د.منذر : أتدري يا مريم ؟ أنا الآن ألح عليك في
سرد بقية الحكاية..إنها والله حكاية عنوانها
ألم..ولؤم..وشر ..
مريم : أنا ما رأت عيني لؤم وحقد وشر وانحطاط
أخلاقي مثل ما تتصف به سمر وهند..وإليك
ما جرى..
انتقلنا إلى السكن عند السيدة سعاد
التي كانت في منتهى الكرم معنا..وضبنا أمتعتنا
وكنا قد اشترينا بعض المؤن التي وضعناها في
الثلاجة..وإذا بجرس الباب..فتحت فائزة فإذا هي
السيدة سعاد مصحوبة برجل في عقده الخامس
جميل وأنيق في لباسه ...قدمته لنا .
سعاد : هذا زوجي..عمكما فؤاد..وهذه مريم وهذه فائزة
مريم : شكرا لك يا سيدي على كرم الأخلاق ..أنا عاجزة
عن شكركما والله..جازاكما الله عنا كل الخير
فائزة : صدقت والله يا مريم..ما فعلته السيدة سعاد لأجلنا
يعجز اللسان عن وصفه
فؤاد : رويدكما يا بنات..نحن لم نرزق بالأولاد ..فأنتما الآن
بنتانا هذه أمكما وأنا والدكما..وإني والله يا مريم متألم
لما تعرضت إليه..
مريم : شكرا لك يا عمّي فؤاد..أمدك الله بالصحة وطول العمر
كفانا رسميات .. ستتناولان طعام العشاء عندنا
مريم :أرجوك يا سيدتي لا تحملي همنا أكثر من ذلك
تعالي أنظري إلى الثلاجة لقد اشترينا كل ما يلزمنا
سعاد : لا نقاش...
فؤاد :ستتناولان الطعام عندنا..لنتعرف أكثر..وسيكون
بيتنا مفتوحا لكما..وبدون رسميات
سعاد : سترتاحان قليلا ريثما يحين موعد العشاء..هيّا بنا
يا فؤاد
فؤاد : إلى اللقاء يا بنات..
د.منذر: الحمد لله..الرجل كذلك متخلق ..
مريم : دع حكمك للنهاية
د. منذر : ماذا هل بدر منه شيء؟
فائزة : أقول لك بكل مرارة..نعم يا منذر
د. منذر : وكيف ذلك ؟
مريم : قبل أن أقول لك كيف ذلك..أريد أن أعرج
على شيء كدت أنساه..وهذا الشيء يبيّن
لك كم أن السيدة سعاد عظيمة ..وكم هي كريمة
لقد اتفقت من ورائي مع فائزة واشترت لي مجموعة
من الملابس..والأحذية وحقائب اليد..وأصرت فائزة
أن أذهب معها إلى الحلاقة..وكان لها ما أرادت
حيث تغيّر شكلي وأصبحت إنسانة أخرى لا ألفت
الانتباه إذا ما مررت
فائزة : ولكن تديرين الأعناق إعجابا
د. منذر: هذا مما لا شك فيه..وبدون مجاملة ...أنت جميلة في
شكلك وطباعك وكل شيء فيك جميل
مريم : ماذا ؟ هل تتغزل بي يا منذر ؟
(يضخكون)
د.منذر :ليتني كنت قيس بن الملوّح حتى ..أسمعك
أشعار الغزل
مريم : يا لك من عنيد..دعني أواصل سرد الحكاية
مرّت الأشهر بسلام..تتخللها زيارات متباعدة إلى بيت
سيدتي سعاد ..وبقي شهران لانتهاء السنة الجامعية
وكنت المتفوقة والمحبوبة من كل الأساتذة والعمداء..
وكنت أتحاشى الاحتكاك بهند وسمر ثنائي الشر..
وكنت أعيب على منال وهي فتاة يظهر أنها من
عائلة شريفة وهي ليست على شاكلتهما.كنت خائفة عليها
من الانسياق في دربهما درب الشر..وكنت لا أبخل
عليها بالإجابة عن أي سؤال أو شرح بعض الفقرات
التي صعبت عليها..وطوال أشهر الدراسة كنت أنشر
بعض القصص القصيرة في الصحف والمجلات حتى
أنني تحصلت على جوائز مالية قيّمة..وكان يوم أحد
حفرته المأساة في ذاكرتي..كانت الساعة الثامنة...
وكنت قد أفقت وأنا أنظر إلى فائزة التي تغط في
نوم هادئ..فجأة أخذ جرس الباب يرن بدون انقطاع
حتى أن فائزة أفاقت مذعورة..جرينا معا ..فتحت الباب
لنجد السيدة سعاد في حالة يرثى لها وهي تبكي بحرقة
أصابنا الخوف ونحن نتساءل ما الأمر ؟
أعلمتنا أن أختها تعرضت إلى حادث مرور وهي
بالمستشفى كما أعلمتنا بأن زوجها تعرض البارحة
إلى وعكة صحية وقد زاره الطبيب وهو في الفراش
ورجتنا الاعتناء به ريثما تعود وأعطتنا مفتاح
شقتها ..وعدناها بذلك وكان هذا أقل ما نفعله
لأجلها..تمنينا الشفاء لأختها ورجوناها أن تطمئن من
ناحية العم فؤاد..غادرت المسكينة وهي تكفكف
دمعها..غسلنا وجوهنا بسرعة وحتى أننا لم نشرب
قهوتنا ونزلنا .. فتحنا الباب..كان الهدوء
يخيّم على المكان..اتجهنا إلى غرفة النوم..قرعت
فائزة الباب بلطف..وجاءنا صوت العم فؤاد يأذن
لنا بالدخول..كان ممدد..شاحب الوجه أثار التعب
بادية عليه..اقتربنا منه..وبادرته فائزة بالكلام.
فائزة : كيف حالك الآن يا عم فؤاد ؟
لقد قلقنا عليك
فؤاد : لقد تعبت البارحة..إنها الكلى ..
مريم : وكيف أنت الآن ؟ هل من تحسن ؟
فؤاد : أحس بارهاق ربما من جراء الأدوية
فائزة : هل تريد شيئا الآن؟
مريم : هل شربت قهوتك ؟
فؤاد :أجل..شكرا لقد شربت الحليب وأخذت الدواء
فائزة : وبماذا نخدمك الآن؟
فؤاد : سأذهب إلى الحمام..
مريم : دعني أساعدك..وأنت يا فائزة أفتحي النافذة
وسوّي الفراش وأنا سأنتظره ..هيا بنا استند عليّ ..هكذا..
وألتفت يد العم فؤاد حول كتفي ..ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
د.منذر: ولكن ؟ لكن ماذا يا مريم؟
فاءزة : لقد كان لئيما
د.منذر : يا الله...لقد فهمت..لكن ماذا فعل ؟
فائزة : لقد امتدت يده ولمس نهدها
منذر : ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يا له من لئيم
مريم : ومن الدهشة.. نعقد لساني يا منذر..
تماسكت وأبعدت يده وأنا أرتعش
من الخوف..ردد كالمحموم..
فؤاد : ما أجملك يا مريم ! أنت زهرة فواحة لم يقطفها
أحد ! وكم أكون محظوظا لو أقطف أنا ثمارها !
مريم : ما مما ..ماذا تقول يا عم فؤاد؟
فؤاد : لا تناديني عمّي..لست كبيرا لهذه الدرجة..
وقد أحببتك منذ اللحظة التي رأيتك فيها.
مريم : أرجوك يا عم فؤاد..أنت أرفع من هذا التصرف
كتمت ما في نفسي من ألم وأنا أتساءل كيف سأواصل
العيش في هذا المكان..ساعدته حتى دخل فراشه
وتوجهت إلى المطبخ مع فائزة التي لاحظت شحوبي
وارتباكي..انخرطت في بكاء مرير وفائزة ترتعش
من الخوف وتتوسل أن أشرح لها الأمر..صعقت
وتهاوت على المقعد وهي تستمع إلى ما جرى
واتفقنا على أن نقوم بشؤون المنزل ونجهز له
الطعام ونتحاشاه قدر الإمكان ريثما تعود السيدة
سعاد..فجأة جاءنا صوته وهو يدعو فائزة ولكنه
أصرت أن ندخل معا..
دخلنا ..فمد ورقة من فئة ال 20دينار إلى فائزة قائلا لها
فؤاد : خذي يا فائزة اشتري لي
صحيفة وبعض التفاح..
ابتسمت فائزة وهي
تخفي اضطرابها وقالت
فائزة : ستذهبين أنت يا مريم لشراء الصحيفة والتفاح
فؤاد :لا لا لا يا فائزة.. مريم لا تعرف الأماكن جيدا ..
أذهبي أنت أرجوك ودعيها هنا ربما أحتاجها
اجتاحت جسمي رعشة وتشبثت بفائزة وأنا
أردد بسرعة
مريم : لن أتوه..لن أتوه...أنا أعرف المكان جيدا
ولكنه أصر على أن تذهب فائزة..وصاحبتها
إلى الباب وأنا أتوسل إليها بأن تسرع..وما أن
أغلقت الباب..حتى سمعت صوته يناديني
ارتعشت فرائصي مما ينتظرني..ذهبت إليه
وقفت على مسافة منه وسألته ماذا يريد؟
رد برجاء أنه يريد كأسا من الماء..أسرعت
وناولته الكأس رغم أنه كان في متناوله..
ولكن وعوض أن يمسك به أمسك يدي
ووضع الكأس جانبا ودفعني على السرير وأخذ
يقبلني قبلات محمومة وكنت أقاومه وأذكره
بزوجته الطيبة وبأنه بمقام والدي..فجأة فتح
الباب..انتفض واقفا.. ووقفت أرتعش كالورقة في
مهب الريح وأنا أصلح من شأني و أبحلق في وجه
السيدة سعاد الشاحب وهي تقف بالباب
مصدومة من هول المفاجأة..
تقدمت منها وأنا أرتعش
مريم :سيدتي...أنا...أنا
وكان ردها صفعة قوية سقطت على إثرها أتلوى
من الألم وهو ليس ألم الصفعة..بقدر ما هو ألم النفس
وألم الكلام الذي آلمتني به..قالت باحتقار:
سعاد : أنت لئيمة..هذا أقل ما يقال فيك..عضضت اليد التي
امتدت إليك بالخير ؟ هل هذا جزائي؟ تخونيني على فراشي
ومع زوجي؟
أنا أعتذر منك يا عزيزتي..ما أنا إلا بشر..طوال أشهر
وأنا أقاوم إغراءاتها واليوم بعد أن أرسلت
فائزة بدعوة شراء صحيفة...خلا لها الجو
وتمددت بجانبي تغازلني..فضعفت
لو أن شخصا غيرك حكي لي لن أصدق..
ولكن ما رأيته يغني عن كل شهادة..والآن
أخرجي من بيتي ومن حياتي أيتها العاه.
لم تكمل السيدة كلمتها لأن فائزة اندفعت
متسائلة عما جرى..وكنت مازلت أجثو على
الأرض..ساعدتني فائزة على الوقوف وهي
تصيح في وجهي..
فائزة : ماذا جرى ؟ تكلمي يا مريم ماذا جري ؟
وهنا تشجعت وقلت وأنا أتصنع رباطة الجأش
مريم : ما ما ما جرى يا فائزة ..أنا بشر وضعفت
رأيت الدهشة على وجه فؤاد وربما الإحر
فائزة : أنت كاذبة..ألم يغازلك ويضع يده....
ولكنني وضعت يدي على فمها وأنا أردد من
بين دموعي..
مريم : أصمتي يا فائزة ..سيدتي أنا أمامك أفعلي بي
ما شئت لأن اللوم كل اللوم يقع على عاتقي
عمّي فؤاد هو ضحية لإغراءاتي
نظر إلي بامتنان وخجل وصاحت فائزة
فائزة : هل جننت يا مريم ؟
مريم :أصمتي من فضلك..ودعيني أنهي كلامي
سعاد : هكذا تقولينها بكل بساطة وبدون حياء..
صحيح اتقي شر من أحسنت إليه..والآن
وكي لا أرد اللؤم بمثله أرجو أن لا أراكما
في طريقي مرة أخرى و حال انتهاء السنة
الجامعية أرجوكما المغادرة بلا رجعة
مريم : شكرا لك..وأرجو أن تسامحيني
سعاد : حتى يسامحك الله
مريم : أجل إنه أدرى بالحقائق
زمجرت فائزة
فائزة : أرأيت يا منذر هذا التصرف؟
منذر : إنه تصرف أحمق يا مريم؟
مريم : أجل يا منذر إنه تصرف أحمق أرد به
القليل من جميل و أفضال تلك السيدة علينا..وحتى
لا أكون المتسببة في هدم حياتها الزوجية
والنظرة التي تنظر بها إليك السيدة سعاد
يكفيني أنني بريئة أمام الله
منذر: والله يا مريم أنت تستحقين كل التقدير..
وكيف تصرفتما بعد ذلك
مريم : هنا يبدأ دور منير رحمه الله
الى اللقاء مع الحلقة : 10

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق