فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة :18
المحامي : فردوس؟ أتعني زوجة السيد منير
مريم : أجل هي بعينها
المحامي : ولكن لماذا ربطت اسمها باسم هند وسمر؟
مريم : لأنها زارتهما في الكلية وخططن ثلاثتهن لإمضاء شهادة
وفاتي وكنت في الاستماع إلى هذه المؤامرة صحبة فائزة
ومنال
الضابط : ولكن فائزة ومنال لم تتطرقا لهذا الموضوع
مريم : انها الحقيقة وأسألهما سيدي
الضابط : تفضلوا إلى هذا المكتب لإتمام استنطاق مريم ريثما أنهي بحث
سمر وهند
منير : شكرا لك سيدي ..هيا بنا لندخل إلى هذا المكتب
الضابط : أيها العون خذ من السيّد منير عنوان زوجته وأرسل في طلبها
حالا ..ثم أدخل هند أولا وبعد حين أجلب لي ملفا وقل بأن سمر
اعترفت بكل شيء وبأنها بريئة وهند هي السبب في كل ما
جرى..
العون : اتفقنا سيدي...عن إذنك سأدخل هند وقد وضعت كل واحدة في
مكتب..
يكلن الضابط نفسه..
يكاد شكي في براءة هذه الفتاة يصبح يقينا ...ها قد أتت الفتاة
العون : هذه هند يا سيدي
الضابط : أجلسي يا هند..
هند : شكرا لك يا سيدي
الضابط : لا أخفي عنك يا هند لقد أتعبتنا مريم عوّاد هذه...صراحة هي
عديمة الأخلاق
هند: أجل..إنها قروية تافهة..وسخة
الضابط : ولكن حسب ما سمعت..هي أديبة ..ونابغة والأولى على كل
المؤسسة
هند : وهذا ما يشعل النار في داخلنا...كيف لهذه القروية الوسخة أن
تصل إلى تلك المكانة..تكتب ...وتنشر..وأعمالها في التلفزيون
إن هذا لكثير والله
الضبط بسخرية
الضابط : أكتبي مثلها
هند : الكتابة ليست علم بقدر ما هي موهبة..وما كل صاحب شهادة
علمية يستطيع كتابة ولو بيت من الشعر..أو يبني حوارا..أو
يكتب حتى قصة للأطفال
الضابط : ما دمت تعرفين أنها موهبة لماذا كل هذا الحقد عليها
هند : لأنها استحوذت على قلوب المؤسسة بأسرها من الحارس
إلى الزملاء..والعمداء ..الكل مريم عواد..مريم عواد
الآن مريم عواد تقبع بين القضبان ولا يفكها من عشر سنوات
سجنا
الضابط : المتهم بريء حتى تثبت إدانته يا هند
هند : وكيف تكون بريئة وقد وجدوها متلبسة وهي تخفي المخدرات
في درجها؟ زد على ذلك قائمة بأسماء الشركاء
الضابط : سوف نرى يا هند من المجرم ومن البريء..ها قد أتى العون
ماذا وراءك ؟
العون : لقد أنهينا التحقيقات مع سمر إبراهيم. .وقد اعترفت بكل شيء
المسكينة لقد جرتها هذه الفتاة إلى الهلاك ونصبت معها فخا
لمريم
تقفز هند وهي ترتعش
هند : ماذا ؟ ماذا قلت يا سيدي؟ أنا السبب ؟ أم هي وصاحبتها ؟
هكذا إذن يا سمر ترمين أفعالك على عاتقي..إذا اسمع مني يا
سيدي ...صحيح أنا أكره مريم عواد وأغير من نجاحها
وموهبتها واهتمام الجميع بها ولكن ليس لدرجة أن أورطها في
هذه القضية الشائكة..السبب يا سيدي هما فردوس و
سمر..الأولى..خططت وجلبت المخدرات والثانية نفذت
ووضعتها لها في درجها ثم أخبرت عنها
الضابط : هكذا إذن ؟ وقائمة الأسماء؟
هند : لقد أحضرتها فردوس مع لفافة المخدرات جاهزة
هند : أنت شريكة في كل ما جرى وحتى إن كنت بريئة كما تدعين
تسترك وتضليلك للعدالة سببان كافيان لسجنك
هند : أرجوك دعني أكلم بابا...
الضابط : لو غرس فيك هذا الأب أصول التربية ومكارم الأخلاق لما
تواجدت الآن في هذا المكان ..خذها إلى الحجز أيها العون
وهات سمر وأنظر هل أن زوجة منير وصلت
العون : حاضر سيدي..هيا معي
تخرج هند
مريم : وأكمل الضابط التحقيق وانهارت فردوس وسمر واعترفتا
بجرمهما..وأنصفني القانون بعد أن مكثت أسبوعا في الوقوف
على ذمة التحقيق..وخرجت منهارة
د.منذر : صدقيني يا مريم..أحس بقلبي يتمزق ألما
فائزة : صدقت يا منذر لقد عشنا الألم في تلك الأيام الحالكة
ولازالت ذكراها تسبب الألم..حتى أن مريم بقيت لأيام
لا تعرف طعم الأكل
مريم : أجل والله وكانت الكوابيس ترهق نومي..كنت أستيقظ مفزوعة
وأنا أصيح ..بريئة ...والله بريئة حتى أن السيدة جليلة أصبحت
لا تفارقني..بل تنام بجانبي..
د.منذر : وما هو موقف زوجة عمي من فردوس ؟
مريم : كانت متيقنة منذ البداية بأن لها ضلعا في كل ما جرى
وقد لامتني كما أنبني منير لأنني أخفيت عنهما ما دار بين هند
وسمر وزوجته
مندر : وكيف خرجت من محنتك؟
مريم : بفضل الله وفضل المحيطين بي ورعايتهم لي.. فأنا أنام الليل
في حضن أمي.. منير يطعمني بيده و يفسحني ويدللني..
وتسهر فائزة على نظافتي فكيف لا أخرج من محنتي ؟ وإن
طالت بعض الشيء..
د.منذر : وما هو موقف معهد الصحافة منك ككل..أعني زملاء
ومسيرين؟
فائزة : لقد كان موقفا في غاية النبل ومشرف جدا ردوا به اعتبار مريم
مريم : أجل والله كان موقفا زادني فخرا واعتزازا لأنني أنتمي لهذه
المؤسسة الغالية وإليك ما جرى حتى تعذر وفائي لمنير رحمه
الله..
كلمني مدير المعهد بالهاتف وطلب مني الحضور لأن المعهد
أقام لي حفلا لرد الاعتبار..لا تسل عن فرحتي.. كيف لا ؟ وأنا
سأرفع رأسي عاليا من جديد..كانت فرحة منير أكبر من
فرحتي..حيث اشترى لي ثيابا باهظة قبلتها تحت إلحاح منير
وأمي وحتى فائزة..وتجملت وذهبنا كلنا إلى هذا الحفل..كانت
باقات الزهور تملأ المكان..وكانت النظرات تحتويني بكل
حنان..الزملاء يعتذرون والأساتذة يقدمون لي عبارات التقدير
والاحترام ...جلسنا في الصف الأمامي وبدأ الحفل بكلمة مدير
المعهد الذي قال ومازلت أذكر كلمته حرفا حرفا
بعد أن بسمل تلا الآية الكريمة "إن جاءكم فاسق بنبإ
فتبينوا"إلخ....
ثم بدأ الكلمة المؤثرة
المدير : الأساتذة الأجلاء..السادة الحضور بناتي الطالبات..أبنائي
الطلبة..
إنه لمن المؤلم.. والمؤسف.. والمحزن أن تقع أحداثا كهذه في
مؤسسة إعلامية لها اسمها وصيتها..والمؤسف كذلك أن ما
جرى سببه طالبة ..والمتضررة فيه طالبة..بل نابغة
وأديبة..ونحن نقيم اليوم هذا الحفل على شرفها ولرد الاعتبار
إليها..لأنها اتهمت ظلما ..وقاست الأمرين..وتصدت لكل
الصعوبات والعراقيل..وكل هذا سببه الغيرة والحقد...واليوم
بعدما أثبتت براءة هذه الطالبة وشرفت مؤسستها الإعلامية
أنا أقدم لها أجمل عبارات التهاني والفخر وذلك باسمي الخاص
واسم كل الأساتذة والطلبة..وأطلب من كل وساءل الإعلام التي
أساءت إليها خاصة أن تعتذر منها وتنصفها..تنصف مريم
عواد..ابنة تونس الخضراء وفتاة التلال العالية..و كرد
لاعتبارها فقد قررنا إحداث وسام يحمل اسم مريم
عواد..يتحصل عليه من يجمع بين النجاح ورفعة الأخلاق
ولكن في هذه السنة مريم عواد هي من سيوسّم بهذا الوسام.
وحتى أكون عادلا وكما ذكرت اسم من رفع رأس المؤسسة
فأنا وبكل أسف يجب أن أذكر اسم المتسببة في ما جرى
وشريكتها في الجرم اللتان أضرتا باسم المؤسسة والإعلام
كافة..
وقد قع شطب اسميهما لأنهما لا تشرفاننا ولأنهما الآن تقبعان
وراء قضبان السجن ومن حفر جبا لأخيه وقع فيه..وقبل أن
أذكر اسميهما أوجه إصبع الاتهام إلى الوالدين وأطلب منهم
الحزم ومراقبة سلوك الأبناء..أما الطالبة الأولى المغضوب
عليها فهي سمر إبراهيم والثانية هند الشافعي اللتان ستقول
العدالة فيهما كلمتها مع شريكة لهما من خارج المعهد..وأنا
على يقين من أن ما جرى لن يزيد مريم عواد إلا تحديا
وإصرارا على المضيّ قدما في طريق النجاح والتألق..والآن يا
مريم تفضلي لأزين صدرك بوسام الشرف ...وسام مريم عواد
د.منذر: الله يا مريم..ما أروع كلمة مدير المعهد لقد أنصفك فيها بحق
فائزة: و زادت كلمة مريم وتصرفها في تقديرها
د.منذر : وكيف تصرفت؟
فائزة : ستحكي لك هي
مريم : كان ذلك أقل ما يجب القيام به..لقد شكرت المدير والأساتذة
والزملاء..ووجهت شكري إلى من رعاني وأوصلني إلى
المكانة التي أنا أحتلها اليوم..ونزعت الوسام لأو سم به صدر
منير.. ولدهشتي يا منذر فقد شكره المدير وأشار إلى أن منيرا
أبى إلا أن يتحمل مصاريف هذا الحفل ..من تنسيق..إلى
مصاريف المشروبات والحلويات..وحتى باقات الورود
د.منذر: ماذا أقول ؟ إنه منيرا
مريم : أجل يا منذر إنه منير ..ولم أجد ما أقول أمام هذا الموقف
سوى أن أبكى تأثرا.. غير أنه مسح دمعي وأخذ الكلمة..شكر
المعهد والساهرين على تسييره ..ثم قبلني قائلا إن هذا الوسام
لهو هدية غالية لا تقل قيمة عن صاحبته..
.منذر : لا شك أن طلاق فردوس أصبح سهلا بعد أن دخلت السجن
مريم : لقد وقع الطلاق ولم يحكم لها الحاكم بشيء..غير أن منيرا كان
شهما ونبيلا فقد فتح لها حسابا بنكيا وأودع لها مبلغا محترما
من المال..كي تواصل به مشوار حياتها بعد خروجها من
السجن حيث حكم عليها ب 8 سنوات
منذر :لقد كان تصرف فردوس مشينا ورغم ذلك قابله منيرا بالجميل
رحمه الله وبرّد مثواه ..وكيف كانت النهاية؟
مريم : نهاية قصتي مع منير هو خليط من حلاوة الأيام ومرّها
اليك الفصة
الى اللقاء مع الحلقة 19 وربما قبل الأخيرة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق