فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 13
مريم :ماذا؟ تريدون تزويجي ؟
أحمد : أجل ..وما الغريب في الأمر..كل فتاة مآلها
الزواج
مريم : أجل ولكن ...ولكني أدرس ولا أريد الزواج
شهرة : المنصف يريد الزواج في القريب العاجل
ابن أختي مستعد أن يكسوك ذهبا ..وهو ليس
في حاجة إلى دراستك
مريم : أنا التي ليست في حاجة إلى ماله..ولن أتخلى
عن دراستي.
زمجر خالي ووقف حانقا..
أحمد : ماذا أتتحدينني يا مريم؟
مريم : لا يا خالي حاشا وكلا.. أنا لا أتحداك..ولكنها حياتي ومستقبلي
ولن أسمح لأي إن كان بالتحكم فيهما؟ ثم كيف
ترضى بأن أتزوج من إنسان لا أعرفه زد على
ذلك فهو جاهل
شهرة : وماذا يسوى العلم أمام المال الكثير
مريم : عفوا يا زوجة خالي أنت تتكلمين بجهالة
مال العالم بأسره لا يسوى ذرّة من العلم والمعرفة
أحمد : دعي هذا الكلام الكبير جانبا وأعلمي أنني قررت
تزويجك من هذا الشاب الذي تتمناه أحسن الفتيات
وهذا القرار اتخذته صحبة أمك ولا رجعة فيه
التفت ناحية أمي التي لم تتفوه بكلمة واحدة طوال
نقاشي مع خالي..نظرت إليها..خاطبتها وقد ترقرقت
دمعة في عيني
مريم : إذا يا أمّي لقد اتخذت قرار إعدامي ؟
كيف تقرران مصيري دون علمي ولا
حتى استشارتي في الأمر؟
شهرة : ليس من عادتنا ولا من تقاليدنا استشارة
البنات في أمر الزواج خاصة
عزيزة : لقد وافقت يا عزيزتي لأنه شاب قل ما يوجد
مثله..فهو من عائلة كريمة وهو غنيّ ..ماذا تريدين
أكثر؟
مريم : وأحلامك يا أمّي ؟ وآمالك يا خالي؟ ونجاحي
و...و...و...هل تلاشى كل شيء أمام المال؟
شهرة : أجل ..كل شيء يتلاشى أمام المال
لأن المال سيحقق لك كل شيء
مريم : المال؟ المال ليس كل شيء في الحياة..المال بدون
علم مثله كمثل الطعام بدون ملح
أحمد : خلاصة القول يا مريم...أنت ترفضين هذا الزواج
عزيزة : وكيف ترفض شيئا قررته أنت يا أحمد؟
مريم : بلى أرفض يا أمّي ولأجلي مستقبلي ودراستي
أتحدى
وقف خالي غاضبا وصاح في وجه زوجته يأمرها
أحمد : هيّا بنا يا شهرة...لم يعد لنا مكانا هنا..هذا جزائي
يا عزيزة؟ مريم تتحدى خالها وتضع رأسه في الطين؟
وقفت أمّي وهي ترتعش وتحاول ردع خالي وهي
تحضنه
عزيزة : لا تغضب يا عزيزي ...وأعدك بأن تسير الأمور
كما تريد
أحمد : أنا ذاهب يا عزيزة وعندما توافق ابنتك وتعتذر
سيكون هناك كلاما ...وإذا ما تعنتت ورفضت
فهي القطيعة بيننا مدى الحياة..
خرج مهرولا وانزوت أمّي في ركن باكية
اقتربت منها ولكنها صدتني بقولها
عزيزة : ابتعدي عني.. هذا جزاء من كان له الفضل
فيما أنت عليه الآن حتى تتطاولي عليه وتغضبينه
جثوت أمامها متوسلة
مريم : أفهميني يا أمّي..هل ترضين لي هذا المصير ؟
لقد تعرضت إلى كل أنواع الذل والعذاب لأجل مستقبلي
وجريت إلى حقيبتي أخرج منها الصحف والصور
التي أخذها لي منير وأنا أتسلم جائزة الرئيس
أنظري يا أمّي إلى ابنتك وهي تتسلم جائزة الرئيس
أنظري إلى صوري وهي تملأ الصحف
وبلهفة أخذت تتصفح الجرائد وتنظر في الصور
والفرحة تعلو وجهها..أخذت يدها قبلتها وأنا أمسح
الدموع التي تجري بغزارة..وأنا أستحلفها برحمة
والدي..
أرجوك أيتها الغالية ..برحمة والدي لا تكوني سببا
في ابتعادي عنك..لأنني أفضل الموت على الزواج
من إنسان جاهل تفصلني عنه هوّة عميقة ليس لها قرار
صاحت أمّي
عزيزة : ماذا؟ تبتعدين عني ؟ ما هذا الكلام؟
مريم : أجل يا أمّي أبتعد وبدون رجعة..ما دمت تقفين ضدّي ؟
وتريدين تحطيم أمالي وأحلامي وهي أمالك وأحلامك
ما دمت لم أجد سندا لي ..الأحرى بي أن أرجع إلى مكاني.
نظرت لي بكل حنان وجذبتني إلى حضنها وهي تبكي
وتردد
عزيزة : تتركينني يا مريم ؟ تتركين أمك؟
مريم : ما دمت لا تفهمينني ماذا أفعل؟
نظرت في وجهي المبلل بالدموع وقالت بعزم
عزيزة : جففي دمعك يا صغيرتي أمك إلى جانبك
لن أسمح لأي كان بتحطيم آمالنا وأحلاما
حتى وإن كان خالك..وها أنا ذاهبة إليه
لأفهمه الأمر وأنا على يقين من تفهمه
هزتني الفرحة فأخذت أقبلها من كل مكان وأنا
أردد
مريم : أيتها الحبيبة الغالية كنت على يقين من أنك لا
ولن تتخلي عني
عزيزة : طبعا لن أتخلى عنك ولو لكنوز الدنيا..
سأذهب حالا إلى خالك
وأخذت معها الصور والجرائد..
منذر :مسكينة أنت يا مريم..لقد تحملت ما تنوء به الجبال
فائزة : أجل والله لقد تعذبت المسكينة كثيرا
مريم : أجل والله تعبت وتعذبت وكنت في كل مرة أقول
متى ينتهي عذابي
منذر : ولعلها نهاية العذاب والعاناة ؟
مريمأ : بدا يا منذر وكأن العذاب قد كتب معي تعهدا
بأن يلازمني مدى الحياة.. وإني والله لفي دهشة
من هذا
لست أدري ما دار بينهما..ولدهشتي رجعت أمي
مصحوبة بخالي الذي اعتذر مني ووعدني بأن
لا يترك شيء يعيق نجاحي..كانت فرحتي لا
توصف لأنني في أعماق نفسي كنت أتألم لقطيعة
خالي..والحمد والشكر لله لقد رجعت المياه إلى
مجاريها وقضيت أكثر من نصف العطلة في
سعادة وقد تفرغت للكتابة وأنجزت عملا باهرا
وفي تلك الأثناء كنت أنام وأصحو على صوت منير
كان يكلمني عدة مرّ ات في اليوم كما كانت السيدة جليلة
التي وعدتها بأن أناديها أمّي وهي نعم الأم كانت تكلمني
كل يوم..وتسألني متى أعود؟
وكان يوما من أسعد أيام حياتي..كان الحر شديدا
وكانت أمّي وخالي وزوجته التي ما انفكت تعاتبني
لأنني رفضت ابن أختها..كانوا يجلسون أمام كوخنا
كانت أمي تطبخ الشاي وزوجة خالي تكسر اللوز
وخالي يشرب الشيشة ..وكنت أجلس غير بعيد
تحت شجرة وارفة الظلال..كانت أمامي مائدة
عليها كدس من الأوراق وكنت أكتب.فجأة لاحت
سيارة من بعيد ارتجفت لها أوصالي..تمعنت فيها
وقفزت وقفز خالي وهو يتساءل من الزائر؟
اقتربت السيارة وأنا أقف مشدوهة وأنا أرى
السيدة جليلة ومنير يشيران إلي..جريت حافية
القدمين وأنا أصيح فرحا
مريم : أمي الحبيبة...منييييييييييييييييير
الى اللقاء مع الحلقة : 14

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق