السبت، 7 مايو 2016

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة: 11



فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 11

تغاضينا عما سمعنا ونحن نتساءل من تكون
فردوس وكيف تسيء إلى هذا الملاك؟
تناولنا الغداء وكان الجو ممتعا للغاية حيث
ضحكت من أعماق قلبي وكنت أتحاشى
نظرات منير التي لاحظتها السيدة جليلة
وباركتها بنظرة سعادة وفرح..استأذن منير
وهو يوصي أمه بنا ووعدها أن يتناول طعام
العشاء من هنا وصاعدا معنا..وكانت فرحتها
لا توصف .غادرنا منير..فتنهدت السيدة جليلة
وقالت:
مسكين أنت يا ولدي..تنشر الفرحة والسعادة
حيث ما حللت ..ولكن في داخلك ألم لا تحسه
إلا أمك
مريم : اعذريني يا سيدتي ربما هو تدخل مني
في شؤونكما الخاصة ولكن يؤلمني كثيرا
ما أسمع..
جليلة : لا يا مريم يا أبنتي إن ما يمر به ابني ليس
سرا ..ويعرفه القاصي والداني..منير في
خلاف مع زوجته..منذ أكثر من سنة..وقد قدم
قضية في الطلاق ولكن تدخل أولاد الحلال
وطلبوا منه سحب القضية واعدين إياه بأن
تتغير ولكن زادت الطين ب لّة..وهي اليوم تطالبه
بأن يكتب لها البيت ومصنع من المصانع باسمها
وقد رفض منيرا ذلك جملة وتفصيلا الشيء الذي
جعلها تتنمّر عليه وتفسد عليه حياته وقراره الآن
في طلاقها لا رجعة فيه
مريم : يا الله ..الطلاق ؟
أفائزة : ليس هناك سبيلا لإصلاحها؟
جليلة :لا يا أبنتي لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر..منذ
أن تزوج بها وهي تذيقه الأمرّين ..زد على ذلك
فهي لا تحبني.
مريم : ولماذا لا تحبك يا سيدتي ؟ فأنت طيبة وتغدقين
العطف والحنان على الغرباء فكيف مع زوجة ابنك؟
جليلة : يشهد الله أنني ما أسأت إليها يوما..وقد حاولت
التقرب منها ولكنها كانت تنفر مني وتعاملني
بقلة أدب الشيء الذي أغضب منير حتى أنني
أصبحت أتحاشاها حتى لا أكون سببا في خلافهما
إنه لشيء مؤسف أن يكون إنسانا مثل منير غير
سعيد وغير مستقر في حياته الزوجية
إنه يخفي آلامه دائما وخاصة أمامي فهو
لا يريدني أن أتألم لأجله..والأمرّ من ذلك أنها
تمنعه حتى من زيارتي..أو السهر على راحتي
حتما إنه ضرب بكلامها عرض الحائط؟
أجل ...وأراها حدودها..وهددها بأن لا تتدخل
في شؤونه العائلية...ولكنها تمادت في ذلك الشيء
الذي صعّد المشاكل بينهما
مريم : آنا آسفة والله..منيرا لم يخلق للعذاب
جليلة : انا أدعو الله ليلا نهارا أن يخلصه منها ومن شرّها
إنها شريرة وأخاف على ابني منها..
وكان الألم يمزق قلب الأم المسكينة حتى أنني وفائزة
أغلقنا على هذا الموضوع ولم نتطرق إليه ثانية..
وكانت أياما لا تمحى أبدا من الذاكرة قضيناها كلها
في جوّ ملائم للدراسة والترفيه. وكان منيرا ينشر الفرحة
حيث ما حلل وكنت أقضي جزءا من الليل أكتب القصة
و أنشر في جل الصحف..وكنت أكتب قصتي مع منير
وتركتها مفاجأة له ..وانتهت السنة الجامعية
وكنت على أحر من الجمر في انتظار النتائج
وكان يوما لا أنساه..جاء منير باكر على غير
عادته ..تناول معنا طعام الغداء وأعلمنا بأنه سيقضي
معنا كامل اليوم..وإنه أحضر لنا مفاجأة ستفرحنا
نظرت إليه بكل امتنان وأنا أحاول إخفاء عاطفتي
الجياشة تجاهه قلت له
مريم : لقد غمرتنا بجميلك وعطفك ورعايتك..فهل مازال
عندك المزيد ؟
ضحك من أعماقه وقال
منير : أجل والله ...مازال عندي الكثير وستعرفينه في وقته
وتمتمت له والدته بصوت خافت..
جليلة : لا تنسى المكالمة
منير : وكيف أنساها يا أمي ؟
ثم نظر في ساعته وأخذ هاتفه الجوال وأبتعد
تبادلت مع فائزة نظرات الحيرة ونحن نتساءل
عن سر هذه المكالمة..ولم يطل انتظارنا فقد
رجع منيرا..وقف بباب الغرفة ونظر إلي نظرة
أحسست من خلالها أنه اقتلع كياني كله..ابتسم
وتقدم نحونا قائلا:
منير : مبروك النجاح ..لقد نجحتما بامتياز وأنت
يا مريم سيكرمك رئيس الدولة في يوم العلم
هتفت السيدة جليلة وهي تزغرد
جليلة : لقد كنت على يقين من ذلك
وبدون وعي مني ارتميت في أحضانه..
وضمني إليه بقوة وهو يهمس ...يا حبيبتي
ولم أدري كم مكثنا في وقفتنا..نظرت حولي
وأحسست بالحرج ولكن بددته السيدة جليلة
حيث أخذتني في احضانها وتمتمت بكل حب 
جليلة : كم أنا سعيدة بوجودك بيننا بل بوجودك في
حياة ابني..
قبل منير فائزة وهنأها بالنجاح كما قبلتها السيدة
جليلة. 
فائزة : والله كلمة شكر ...لا تفيكم حقكم أنا عاجزة والله
منير : نحن الآن عائلة واحدة ..ليس بيننا شكر ولا رسميات
والآن تعالي معي يا مريم المشروبات والحلويات
في السيارة..ولكن ليس قبل وصول الضيوف
مريم : ضيوف ؟ من هم
منير : من هم هذه ..ليس عندي جوابها
جليلة : إذن تعالي معي إلى المطبخ يا فائزة لنجهز الشاي
فائزة : هل تعرفين من هم الضيوف يا سيدتي
جليلة : طبعا...منير لا يخفي عني شيء
منير : اياك يا أمي
جليلة : اطمئن يا عزيزي فأنا أمك وصندوق أسرارك
جذبني منير إلى الخارج وأنا أتساءل من هم هؤلاء
الضيوف..فتح منير صندوق السيارة
وناولني صناديق الحلويات وأخذ هو المشروبات
أدخلناهم فوجدنا السيدة جليلة قد أحضرت الشاي
جلسنا في الصالون ننتظر الضيوف وألف سؤال يدور في رأسي
نظر منير في ساعته وقال وهو يبتسم
منير : دقائق ويصل الضيوف..أرى التساؤل والسؤال
في عينيك يا مريم..ستعرفينهم في الإبّان
ووقف ..وفي تلك اللحظة رن جرس الباب..أسرع
وهو ينظر إلي مبتسما وقال:
منير : جهزي نفسك للمفاجأة يا مريم..
ورجع منير..وأغمى عليّ من هول المفاجأة
وأنا أرى منيرا مصحوبا بالسيدة سعاد وزوجها
تلقيت الإسعافات ورجعت إلى وعيي لأجد
رأسي على صدر منير..وانتفضت واقفة
وأنا أردد..
مريم : سيدتي سعاد ! أرجوك سامحيني..ما كان قصدي
رد الجميل بالإساءة ..لقد كانت لحظة ضعف
مني والسيد فؤاد بريء..وهو يحبك والله
ولدهشتي رأيت دموع العم فؤاد تسيل بغزارة
تقدمت مني السيدة سعاد وقالت لي وهي تفتح
حضنها
سعاد : كم أنت عظيمة ومتأصلة يا مريم..تعالي إلى حضني
يا أبنتي..فعمك فؤاد اعترف بذنبه وأقسم على براءتك
وقد بيّن لي السيد منير الأسباب التي جعلتك تلقين بالتهمة
عليك..أنت والله رائعة يا أبنتي..تعالي إلى حضن امك.
ارتميت أقبل أقدامها ولكنها أخذتني في حضنها
واختلطت دموعنا وهي تطلب الصفح عن النعوت
البشعة التي جرحت بها إحساسي..
وتقدم مني زوجها وقبل يدي ورأسي طالبا مني
الصفح والغفران..ثم فتح لي حضنه..نظرت إلى
منير الذي أشار لي نعم..ارتميت في حضنه
وهذه المرّة أحسست بالأمن وبأنه حضن
أبويّ ..والتفت إلى منيرو نظرت إليه طويلا
ثم لثمت يديه ولكنه قبّل جبيني قلت له:
ملايم : أنا مدينة لك بحياتي..لقد أرجعت لي شرفي
وكرامتي وهما تاجي في معركتي وصراعي
مع هذه الحياة..فشكرا وألف شكر..ولو أن كلمة
شكرا لا تفيك حقك
منير : أنا ما فعلت إلا ما أملاه علي ضميري وأخلاقي
وقد شرحت للسيدة سعاد كل الملابسات..وبحضور
السيد فؤاد..وكانت دهشتي كبيرة حين أعلمتني
السيدة سعاد بأنها تبحث عنك لتعتذر منك لأن السيد
فؤاد صحى ضميره واعترف بغلطته..
مريم : الحمد والشكر لله..
مريم :والآن تفضلوا بالجلوس حتى نحتفل بالنجاح
زغردت السيدة جليلة وقالت
جليلة : ما أسعد هذا اليوم..إنه يوم الأفراح...هيّا معي
يا فائزة إلى المطبخ
التفت إلى سيدتي سعاد وهمست لها وأنا آخذ
يدها بين يديه وقلت لها :
مريم : لكم اشتقت إليك يا سيدتي..
سعاد : شوقي لك أكثر يا مريم..وأنا فخورة بك وبنجاحك
فؤاد : ألف مبروك لك يا عزيزتي
وأرجوك يا مريم يا أبنتي أن تقبلي مني هذه الهدية
المتواضعة
ومد لي صندوقا به سلسلة ذهبية بها آية قرآنية
شكرته وقلت
مريم : شكرا لك يا عم فؤاد إن أكبر هدية لي هذه
وأشرت إلى السيدة سعاد التي قبلتني وهي
تجفف دمعها..ودخلت السيدة جليلة وفائزة محملتان
بالحلويات والمشروبات ...أكلنا وشربنا..وضحكنا
كما لم نضحك أبدا..فجأة رن الجرس
وقف منير ضاحكا وقال:
منير : من جاءنا الآن يا ترى ؟
فائزة : أجلس سأفتح أنا الباب..
وخرجت فائزة وقلت إلى السيدة سعاد
أتدري يا سيدتي إن الله يحبني..لقد وضع
في طريقي السيد منير
نظر إلي نظرة لوم تغاضيت عنها وواصلت
منذ أن وضعت قدمي في العاصمة ساعدني
وكنت صحبة خالي وهو من أوصلني إلى معهد
الصحافة ولولاه ولولا هذه السيدة الجليلة في
الاسم والفعل لولاهما لما وصلت إلى هذا النجاح
أخذ منير يدي بين يديه وقال :
منير :نبل مشاعرك وأخلاقك العالية يجعلان أي فرد
في مكاني يتصرف نفس التصرف
وإياك أن تعتبري هذا جميلا وقبل يدي
في تلك اللحظة دخلت فائزة مصحوبة بشابة
على مشارف الثلاثين..ليست في مستوى جمال ثيابها
قفز منير والسيدة جليلة وهتفا معا...فردوس
(قالت بتهكم )
فردوس :أجل فردوس..هل تلقيتما صعقة كهربائية؟
وكاد أن يغمى عليّ من جديد..لأن فردوس هي زوجة منير...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق