فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 12
وأسرعت أحتمي
من نظرات الكره الموجهة إليّ من الزائرة بالسيدة
جليلة..زمجر منير في وجهها ..
منير : ما الذي أتى بك؟رسمت فردوس ابتسامة كره وحقد وقالت
لعله القدر ..الذي أراد أن أضبطك متلبسا بالخيانة
صاح الجميع...خيانة؟ أجابت
فردوس : طبعا خيانة..ولم أصدق ما قيل لي..وها أنا أرى
بعيني
منير : ما هذا الكلام أيتها المعتوهة..
فردوس : معتوهة ؟ سوف ترى ما ستفعله المعتوهة
ووجهت كلامها إلى السيدة جليلة
هل أصبح بيتك بيت دعارة حتى تفتحينه لعشيقة
ابنك ؟ يا لك من عجوز عديمة الأخلاق...بل فاجرة
وهوت يد منير على وجهها بصفعة قوية أردفها
بثانية أسقطتها أرضا
منير : تنعتين أمّي بهذه النعوت البشعة .. يا قليلة الأصل
فردوس : تضربني يا تافه...سوف ترى كم سيكلفك
هذا
كنت أرتعش كالورقة..أوقفت السيدة سعاد فردوس
وقالت لها
إياك يا سيدتي أن تقولي كلاما سيئا عن مريم
أو عن هذه السيدة الفاضلة..فمريم هي أطهر
وأنبل ما رأت عيني..
لا تتدخلي في شؤوننا الخاصة من فضلك
أنا لا أتدخل في شؤونك بل في شؤون ابنتي
وأخذت تضحك بهستيريا وهي تردد:
فردوس : ابنتك؟ ومن أين لك هذه البنت ؟ أنا أعرفك
عاقر..أتفهمين عااااااااااااقر
نظرت إليها السيدة سعاد نظرة ذات مغزى وقالت:
سعاد : صح أنا عاقر...لكني أنا أيضا أعرفك
وهنا تدخل منير
منير : عذرا سيدتي دعيني أريها حدودها...أخرجي
من بيتي ومن حياتي
جليلة : قبل أن تخرج دعني أقول لها كلاما حزنته في داخلي
من تزوجتها يا منيرا حبا بك وخوفا على مشاعرك..
اليوم وقد فاتت الخط الأحمر وأهانتني في بيتي..
أقول لها كم أكرهك ...أنا ما أحببتك يوما..
ويوم طلاقك من ابني سيكون أسعد أيام حياتي
وضحكت فردوس بهستيريا وتقدمت كالنمرة
من السيدة جليلة وقالت
فردوس : تنتظرين ذلك اليوم كي تزوجي له هذه الريفية
الساذجة..وقد وجدتها لعبة بين يديك تحركينها
كيفما شئت..ولكن مستحيل يحصل هذا و
لن تفرحي بذلك اليوم أيتها العجوز الشمطاء
وأراد منير صفعها ثانية غير أن يد العم فؤاد أوقفته برجاء
اندفعت نحوها متضرعة..
مريم : أرجوك يا سيدتي تعقلي ليس بيني وبين
السيد منير إلا كل التقدير والاحترام
فردوس : لو كنت تعرفين معنى الاحترام لما تواجدت
في هذا المكان..ولكن تيقني من أنني لن أتغاضى
عن أعمالك والأيام بيننا وسيكلفك هذا غاليا
وانهمرت دموعي كالشلال..
منير : لا تبكي يا مريم ودعيها تنبح..والآن الباب مفتوح
أخرجي من هنا وإياك أن أجدك في البيت حين عودتي
فردوس : طبعا سأخرج فأنا لا يشرفني أن أبقى في هذا
المستنقع ..ولكن لن أخرج من بيتي..وإذا ما
أصررت على خروجي فإليك شروطي
أكتب لي مصنع الزهراء وبيت الحمامات
وأنا مستعدة للطلاق ولن تجدني في طريقك
ما حييت...أما إذا رفضت
ماذا؟ ماذا ستفعلين؟
فردوس : ذلك ما ستعرفه في وقته
جليلة : ها انت تنزعين القناع... ليظهر وجهك البشع..
لقد أظهرت شجعك وطمعك أمام الجميع
منير : وإليك قراري ... سأطلقك وقريبا جدا
لن تنالي مني مليم أكثر من حقك بعد الطلاق.
والآن أخرجي وافعلي ما شئت أيتها اللئيمة
ورمى بها خارجا..و هي تتوعدني انا ومنير..
وارتميت في حضن السيدة
سعاد وأنا أبكي بمرارة ...احتضنتني فائزة
وهي تبكي لبكائي وتردد
يا الله...ما هذا النحس الذي ما انفك يصاحبك
يا أختي ؟
رفعت رأسي والدموع تنهمر بلا توقف وقلت :
مريم : ماذا أفعل هل أكون سببا في هدم بيت من آواني
وأكرمني ؟
واندفع منير وقد استمع إلى كلامي
أخذ يدي بين يديه وقال
منير : أقسم لك بالله و بكل ما هو عزيز عليّ
وضغط على يديه وواصل
بل أقسم لك بحياة أمّي أنك لست سببا في
ما جرى..وأنني قدمت قضية طلاق سابقا
تدخل أصدقائها وتراجعت أمام توسلاتهم
وها أنا أقدم قضية ثانية ولكن هذه المرة
قراري لا رجعة فيه..والآن جففي دمعك
وأنا أدعوكم للعشاء خارجا
فؤاد : ونحن نقبل الدعوة بشرط
منير : تفضل أشرط يا سيدي...
فؤاد : العشاء على حسابي ولا نقاش في هذا الأمر
أراد منير أن يحتج ولكن السيدة سعاد تدخلت
ورجته
سعاد : أرجوك يا سيد منير..أقبل دعوتنا فهذا أقل ما
نستطيع فعله
جليلة : : سنقبل بذلك عن طيبة خاطر بشرط رفع الكلفة
فأنا الآن أعتبركما جزءا من عائلتي ما دمتما
تحبان مريم وفائزة فنحن كذلك نحبكما
منير : إنه لشرف لنا يا سيدتي بأن نكون جزءا من هذه
العائلة الكريمة.. والآن يا منير ها أنا أبدأ برفع
الكلفة هذه يد الصداقة والأخوة ممدودة إليك
صافحه منير بحرارة وقال:
منير : يسعدني جدا أن نكون عائلة واحدة
جهزن أنفسكن وهيّا بنا إلى مدينة الحمامات.
كانت ليلة من أجمل ليالي العمر..نسيت من
خلالها ما تعرضت إليه من فردوس..
ضحكنا فيها من الأعماق وسهرنا حتى الفجر.
المهم وقع تكريمي في يوم العلم ..وغادرت فائزة
بعيون دامعة على أمل اللقاء في السنة
الجامعية المقبلة..وقدمت لمنير قصتي الطويلة التي
أنهيتها وكان الإهداء إليه..ورجوته أن يقرأها ويبدي لي
رأيه بكل صراحة...كانت فرحته لا توصف وهو يقرأ
الإهداء ووعدني أن يبدي لي فيها رأيه حال قراءتها
كما أخذ مني وعدا بأن أرد على رسائله وأهدى لي
هاتفا جوالا ومجموعة كبيرة من بطاقات الشحن
حتى نكون دائما على اتصال..
تركت السيدة جليلة تبكي بحرقة كما رجعت أنا
والألم يعتصرني..لقد تعودت على وجهها الصبوح
وإلى حضنها الدافئ وليس من السهل نسيان ذلك
بسرعة..وكنت طوال الطريق وأنا أستحضر الذكريات
الجميلة وأنا أكتم شهقاتي وأجفف دموعي..وصلت
إلى القرية ووجدت خالي في انتظاري جريت نحوه
بكل لهفة ولم أنتبه إلى وجود شخص ثان معه..
عانقني بكل حنان وقدم لي شابا يعمل خارج الوطن
وقال لي أنه المنصف ابن أخت شهرة زوجته..
كان لباسه همجي وطريقة نطقه للفرنسية تدل على
جهله وبرغم سيارته الفارعة.. اشمأزت نفسي منه..
المهم ..لم أتكلم طوال الطريق وأنا أتحاشى نظراته
الوقحة من خلال المرآة..وصلنا ...كان كوخنا وكأنه
في حالة احتفال..إنه نظيف ..مرتب..تتوسطه زربية
جديدة ووسائد ومائدة تتصاعد منها رائحة اللحم المشوي
والخبز اللذيذ الذي كان اختصاص أمّي..
وبالأحضان والقبلات الحارة استقبلتني أمّي وزوجة
خالي..وقد لاحظت تبجيلا خاصا للشاب الضيف
تساءلت عن سرّ هذا التكريم والتبجيل..وارتجفت خوفا
من الفكرة التي جالت بخاطري..تغاضيت عنها وأنا
أدعو الله في سرّي أن يكون مجرد تخمين لا أكثر
بعد الغداء جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ..ثم ودعنا
الضيف وشيعته نظرات الإعجاب والثناء..
وحال ذهابه قال لي خالي أحمد
أحمد : اسمعي يا مريم لقد قررنا تزويجك
صحت وأنا أقفز كمن لسعتها عقربا
مريم : ماذا؟ تريدون تزويجي
الى اللقاء مع الحلقة : 13

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق