الجمعة، 6 مايو 2016

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة : 3


فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة : 3
(تفك منى نفسها وتجري نحو ضياء
الذي يفتح حضنه لها..يقبلها ثم
يجذبها من يدها)
ضياء :تعالي أنا في انتظارك..كي نلعب بالكرة ونسبح معا
منى هيا بنا أنا ألبس ثوب السباحة
(تصل فائزة التي استمعت إلى
كلامهما..يقبلها ضياء وتشد كل واحد
من يد وتتجه نحوى مريم المبتسمة)
فائزة : رويدكما..رويدكما ..لا سباحة بعد الزوال نحن في فصل
الخريف..ألعبا بالكرة وشاهدا التلفاز
ضياء : ولكن يا خالتي الحرّ شديد..
فائزة : أجل ولكن سرعان ما تهب نسمة باردة
منى : ولكن يا ماما أريد السباحة ..حتى أنني لبست ثوب السباحة
تحت ثيابي..أنظري
(تنزل الثياب عن كتفها لتريها ثياب
العوم ..تنظر إليها فائزة بحب
وتضحك مريم وتأخذها في حضنها
تقبلها ..ولكن منى تفك نفسها لتشد
ضياء ..تقبل مريم فائزة)
مريم : كيف حالك عزيزتي؟ والله أقلقتني عليك
فائزة : الحمد لله انا بخير..لكن كما تعلمين..لقد سافر فاضل هذا الصباح ..وقد ذهبت لأتفقد
سير العمل في المصانع..ثم ذهبت إلى دار النشر لأتفقد البريد
وأعطيهم بعض التعليمات..وها أنا هنا لنقضي معا يومان
(تشد ميرم على يديها بحب)
مريم : كم أنا سعيدة بذلك
فائزة : وأنا والله أكثر يا غالية
ضياء : هيا بنا يا منى نتناول لمجتنا ثم نلعب بالكرة ونشاهد التلفاز
منى : والسباحة؟
ضياء : سنسبح غدا إنه يوم الأحد ولا نذهب إلى المدرسة..اتفقنا؟
(تشير منى نعم برأسها.. مريم وفائزة
تبتسمان بحب يجذب ضياء منى من
يدها)
ضياء : هيا بنا
(يدخلان إلى الفيللا)
فائزة : أبقاهما الله لنا فهما قرّة العين..صدقيني ضياء هو أغلى هدية
وهبها لك رب العالمين
مريم : شكرا لرب السماء..شكرا لك يا أعز أخت وصديقة..لولاك
ولولا زوجك الحبيب فاضل لولاكما لضاعت حياتي و ثروتي
فائزة : أنت أختنا..حياتك هي حياتنا وثروتك هي ثورتنا
مريم : آه يا فائزة.. يا أختي ويا صديقتي
لكم يتألم هذا القلب المسكين..إنه كسير وحزين ومجروح
(تشير إلى قلبها
تحضن فائزة يديها)
فائزة : مريم أيتها الغالية..إلى متى وأنت على هذه الحال؟لقد مرت
ثلاث سنوات على رحيل منير رحمه الله..ومازلت حزينة كئيبة
..تلبسين السواد وتعيشين مع الذكريات الأليمة
مريم : أنا ما جفت دموعي ولا خفت آلامي وأحزاني..إنه يعيش في
داخلي يا فائزة ..إنه يسكنني
( فائزة تتوسل اليها وهي ترفع خصلة 
من شعرها وتمسح عليها بحنان..
تجلسان ..تتنهد مريم بألم)
فائزة : الزمان لا يتوقف يا مريم لأننا فقدنا عزيزا علينا..بالعكس
الحياة تستمر.. والزمان وحده كفيل بمداواة الجراح..لا تنسي
أنك مسؤولة.. وأن المسؤولية صعبة.. إنه عبء ثقيل تركه
المرحوم على عاتقك...ابنك ضياء.. والثروة الضخمة..قولي يا
مريم..هل ستستطيعين الوفاء بما وعدت وأنت على هذه الحال؟
أنظري إلى نفسك يا مريم..لا أظن أنك قادرة على مواصلة
المشوار..ضياء طفل طريّ العود وحساس ..وإذا ما اعتاد أن
يراك باكية حزينة مهمومة..حتما سيؤثر هذا على نفسيته وربما
يصاب بالكآبة..أرجوك يا مريم ..لقد آن الأوان كي تكسري
القيود..وتخرجي من قوقعتك...تسلحي بالصبر والإيمان..لأن
منير لا تسعده حالتك هذه..ولا تنسي وعدك له وهو في رمقه
الأخير بأنك ستواصلين مشوار حياتك..
(تقف مريم بعصبية)
مريم: أجل أذكر وعدي الذي وعدته تحت إلحاحه وهو على فراش
الموت ..و لكن ماذا في استطاعتي أن أفعل يا فائزة ؟
(تبتسم فائزة بحنان وتقف وراء مريم
وتحضن كتفيها)
فائزة : يجب أن تنسي مصابك يا مريم...وتدفني أحزانك في أعماقك..أنت
تلك مشيئة الله..ولا مرد لقضائه..كوني قوية أرجوك..
مازلت في عنفوان شبابك..وقد جاءتك عدة فرص لإعادة بناء
حياتك من جديد..و لعل أحسنها هو عرض الدكتور منذر ابن
عم المرحوم..
مريم : ماذا؟ أتريدينني أن أتزوج بعد منير
أنت يا فائزة من يقول هذا الكلام؟ أنت من يحثني على الزواج؟
شيء لا يصدق..أين الوفاء يا فائزة؟
فائزة : اهدئي يا مريم..واعلمي أن الوفاء لا يتمثل في حزنك وبكاءك
وانزواءك في مكان بعيد..وهروبك من المجتمع..لا يا
عزيزتي..الوفاء في التحدي لكل نوائب الدهر..الوفاء في أن
تقولي أنا قوية سلاحي هو إيماني بما كتب الله لنا..الوفاء في أن
لا تحرمي ابنك من أب بديل يستطيع تعويضه عن كل الأشياء
التي يفتقدها..من حنان ورعاية وسهر على راحته.
(تضع مريم وجهها بين راحتيها
وتبكي وهي تردد)
مريم : وهل أستطيع يا فائزة ؟..ليت قلبي يستطيع يا رفيقة الدرب وصديقة العمر
(ترفع نحوها وجهها المبلل بالدموع)
ولكنه أمر صعب..صعب جدا..أنا أضعف من أن أتخذ قرارا
كهذا..أنا شبه حطام..صحيح أنا آكل وأمشي وأتنفس..ولكنني
ميتة المشاعر والأحاسيس..لقد دفنت كل هذا مع حبيبي منير
(تبتسم فائزة وتجلس قبالتها وتمسح
دمعها)
فائزة : أيعقل أن تموت مشاعرك وأنت الأديبة الحساسة التي تشحن
القرّاء بالعواطف؟ إنها أوهام يا مريم..أرجوك فكري في
عرض الدكتور منذر إنه يحبك بصدق ويحب ضياء..وهو
شاب شهم وفيه عدة خصال من منير
مريم : أنا لا أنكر أن الدكتور منذر شاب متخلق ورصين وابن عائلة
كبيرة..ولكن أنا أخاف عليه من نفسي..فأنا كما ذكرت لك شبه
حطام..ولست متيقنة من أن منذر يستطيع سد الفراغ الذي تركه
منير..وأنت أدرى بما فعله منيرا لأجلي..
فائزة : أنت حرة في اتخاذ القرار الذي ترتاحين إليه..فقط عندما
تقررين شيء فكري أولا في ضياء..وأرجوك يا مريم لقد
تركت الدكتور منذر في محطة الوقود وهو قادم في خلال
دقائق أرجوك لا تجرحي شعوره..
مريم: لا ..لا تخافي يا فائزة..أنا أحترم الدكتور منذر كثيرا..فهو ابن
عم المرحوم أي أنه فردا من هذه العائلة.
(تظهر سيارة الدكتور منذر..بترجل
و يتجه نحوهما وهو في الخامسة
والثلاثين..جميل الوجه ..طويل
ومهندم بشوش..دائم الابتسام يقترب
منهما وهو يبتسم)
فائزة :ها قد وصل..فكري في عرضه جيدا
الى اللقاء مع الحلقة الرابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق