السبت، 7 مايو 2016

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة: 8



فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 8

(تبتسم المديرة وتغادر)
فائز : مريم. أرجو أن تعتبرينني أختا لا زميلة السكن 
والدراسة..
مريم : أنت والله لكذلك يا فائزة 
فائزة : أنا سعيدة بذلك..هيا بنا أولا نتناول طعامنا في 
المطعم الجامعي..ثم أوضب أمتعتي ...
مريم : أين هو المطعم ؟ لا أكذب عليك يا فائزة..أنا
خائفة
(تبتسم فائزة وتهدي من روعها)
فائزة : خائفة ؟ يا لها من كلمة !! وممّا أنت خائفة؟
مريم : من هند وأمثالها
فائزة :أنا معك ..لا تخافي..هيّا بنا 
(منذر مندهش يستمع
إلى مريم وفمه مفتوح
تضحك مريم)
مريم : لا تندهش يا منذر أنا مازلت في بداية المصائب
د.منذر : أجل والله يا مريم ..إنها مصائب ..ولم أجد ما
أنعت به تلك الهند سوى أنها لئيمة وهي من شاكلة
فتاة المحطة
فائزة : إنهما قريبتان في الدم ولا تفترقان
د.منذر : هذا يبيّن تشابه الطباع وسوء الأخلاق
مريم : وستعرف قريبا من خلال قصتي ما حاكتاه لي
سمر وهند..وإليك البقية..
ذهبت مع فائزة إلىالمطعم الجامعي ..كان الاكتظاظ على أشده..
أحسستبرعشة في أوصالي وأنا أختبئ وراء فائزة..ولكنها
انتبهت وجذبتني إلى جانبها وهي تهمس
فائزة : أرفعي رأسك فأنت مريم عواد..
وقفت معها في الصف
وأنا أدير بصري هنا وهناك..هالني ما رأيت
كل البنات في قمة الأناقة..ونظرت إلى ملابسي
لا أقول الرثة ولكنها الغير متناسقة.. وأحسست
بأن نظرات السخرية الموجهة إلي تخترق
ملابسي بل أحسست وكأنها تجردني من ثيابي.
أخذت كل منا طبقها..ووجدنا طاولة شاغرة فجلسنا
وبدأت فائزة تشغلني بالكلام وهي تأكل..وأخذت أتابع
حركاتها في الأكل وكيف تستعمل الشوكة والسكين
وانتبهت فائزة إلى ذلك ..ابتسمت وقالت لي :
فائزة : لا تحملي هم الشوكة والسكين ..ها أنا أضعهما وآكل بيدي
.نظرت إليها نظرة امتنان وشرعت آكل..فجأة
ارتفع صوتا حانقا مزمجرا شد انتباه كل من في القاعة..
سمر : ماذا أرى يا الله !! ؟ هل هذا مطعم جامعي أم ملجأ للصدقات؟
ومن دون أن ألتفت عرفت أنني المعنية ..واندفعت صاحبة
الصوت نحونا وكانت دهشتي وأنا أرى أمامي فتاة المحطة
صحت:
مريم :أهذه أنت ؟..فتاة المحطة
زمجرت في وجهي..
سمر : ماذا تفعلين هنا؟
..وقفت فائزة.. نظرت إليها باحتقار وقالت:
فائزة : وماذا تفعلين أنت هنا؟
أسمر : نا طالبة في معهد الصحافة إن كنت لا تعلمين ..وكنت
أصلح سيارتي فعرجت كي آخذ هند ابنة خالتي..
فائزة : إذن ما دخلك في من يوجد هنا أولا يوجد ؟
سمر : ولكن هذا مكان خاص بالطالبات وليس لأمثال هذه
ألم تعجبك هذه؟
سمر : لا تعجبني ولا يعجبني وجودها في هذا المكان
ولا من يجلس إليها
فائزة : أقل ما أستطيع قوله لك..أنك عديمة التربية..
هند : أما كفاك يا فائزة السكن معها حتى تتطاولي على
ابنة خالتي
سمر : ماذا قلت يا هند؟ من سمح لهذه القذارة بأن تسكن
في مبيت الطالبات؟
هند : ما..ما..ماذا أقول لك يا سمر؟
فائزة : دعيني أقول لها أنا ما دمت لا تستطيعين..هذه
أيتها الساذجة..أحسن منك بألف مرّة..أتدري لماذا؟
لأنها مريم عواد التي تحصلت على جائزة الدولة
وصاحبة أكبر مجموع في الثانوية العامة.
(تترنح سمر وهي تفتح
فمها دهشة وتشير لا
بيدها..تضع مريم وجهها
بين يديها وتبكي)
سمر : أنا لا أصدق..هذه ؟ هذه القذرة صاحبة أكبر
مجموع...لا ..لا..مستحيل
فائزة : والآن أيتها المتعجرفة..أيتها المتكبرة..بعد ما
عرفت من تكون..إياك أن تنعتيها بالقذرة..وإن
كانت هي قذرة فأنت القذارة نفسها
(تهجم سمر وهند على فائزة
وتقف مريم وهي ترتعش
وتحاول أن تفض النزاع وهي تتوسل
غير أن ضربات سمر وهند كانت
كافية لإسقاطها أرضا وتمزيق ثيابها
يفرقهن بعض الطالبات ومريم
وفائزة في حالة يرثى لها والدماء
تنزف من أنف مريم..تتوعدهما
فائزة)
فائزة : أنت تتفاخرين بثروة أبيك..هل سألته في يوم من
الأيام عن مصدر ثرائه؟حتما لا..إذا ها أنا أقولها
على رؤوس الملا وهذا يعرفه القاصي والداني
والدك كوّن ثروته من السرقة والرشوة..وأنا ومريم
وأمثالنا الشرفاء..لا يشرفنا مصاحبتك ولا مصادقتك
ولا حتى التواجد معك في مكان واحد
(تهجم عليها ولكن هذه المرة
تردعها صفعة من فائزة.
سمر تتوعد..)
سمر : تقولين عن والدي سارق ومرتشي؟
فائزة : أجل .أتريدين أن أعيد الكلام ثانية؟ أو إذا أردت أمام
والدك..
سمر : سوف نرى كم سيكلفك هذا الكلام
فائزة :سوف نرى .و أوصلي هذا الكلام إلى والدك
(تبعدها بعنف)
والآن ابتعدي..وأفسحي الطريق للفقراء .
الشرفاء...يا ابنة الملياردير السارق المرتشي
(تريد سمر الهجوم على
فائزة ولكن هند تمنعها)
هند : هيا بنا يا سمر وسيكلفها كلامها هذا الكثير
فائزة : سوف نرى يا هند ..هيا يا مريم ..
(تحضن كتفيها وتخرجان
منذر فمه مفتوح من الدهشة)
د.منذر : أي مستوى هذا؟ وأي انحطاط؟
فائزة : أجل يا منذر إنها منحطة..وقد تأثرت مريم
لأقصى حد حتى أنها أرادت الرجوع إلى
قريتها وهي تردد:
ألست تونسية ؟ أليست قريتي جزءا من هذا الوطن
الحبيب؟ إذا لماذا عقدة الجهوية هذه ؟ ولماذا كل هذا الاحتقار
للريف وأهله؟
د.منذر: معك حق يا مريم..إنها عقدة..ولا يحس بها إلا الأناني
الذي لا يعرف قيمة الوطن يقسمه على مزاجه وعلى
هواه"هذا لنا وذاك لهم"
وهذه من أبشع الأمور التي للأسف حصلت ومازالت تحصل
وستبقى إن لم تتكاثف الجهود للقضاء على مشكل الجهوية...ولكن كيف
فكرت في العودة إلى القرية وترك الدراسة؟
مريم : لقد اسودّت الدنيا أمامي ولم أعد أفكر سوى
في الهروب من هذا المستنقع.
د.منذر : وإنه مستنقع والله..إذا كيف واصلت المشوار
وسط غابة الوحوش هذه؟
مريم : الفضل كل الفضل إلى أختي فائزة وإلى تلك
السيدة الفاضلة مدام سعاد
فائزة : أجلالسيدة سعاد كان لها الفضل الكبير في إقناع مريم
أي والله لقد كانت الأم والمرشدة لنا وهذا ما جرى..
رجعنا إلى المبيت وكنت أنزف من أنفي
بشدة..ولم أهتم بذلك..بل أسرعت أجمع حاجياتي
وأنا أبكي بحرقة وأعتذر عن ما تسببت فيه لفائزة
وكنت كل ما وضعت قطعة من ثيابي في الحقيبة
تخرجها فائزة وإليك ما جرى
(في مبيت الطالبات ..مريم
تبكي وهي تجمع ثيابها
ولكن فائزة تفتك منها
الثياب وهي تتوسل إليها)
فائزة : أرجوك يا مريم..الكل ينتظر هذه اللحظة..حين تغادرين
أمريم : رجوك انت يا فائزة..إن كنت حقا تحبينني دعيني أحفظ
ما تبقى من كرامتي وأغادر..لا أستطيع التأقلم مع هذا
الوسط...أنا وسط غابة من الوحوش..وليس لي أي سلاح
لمواجهتهم
فائزة :بالعكس يا مريم..سلاحك قويّ إنه إيمانك بالله..وبالتقدير
الذي تحضين به من المسئولين..ثم لا تنسي أن أختك
فائزة معك..هل ستتركينني؟
مريم : غصبا عني يا أختي..
(تبكي وهي تمسح الدماء
تدخل سعاد المديرة
تفتح فمها دهشة وهي ترى
مريم تنزف..تسرع إليها
في هلع وهي تبحلق في
وجه مريم وفائزة)
سعاد : ما هذا ؟ ماذا أرى؟ لقد اتصلوا بي من المطعم
وأعلموني بما جرى وقد اتخذت كل الإجراءات
اللازمة لردعهما.. ستمثلان أمام مجلس التأديب
وستعاقبان ..حتى تكونان عبرة لغيرهما ..والآن
هيّا معي إلى أقرب طبيب ليوقف هذا النزيف.
مريم : إن كنت تعتبرينني في مقام ابنتك دعيني أرجع
إلى قريتي وجذوري..إلى الرعي والسعي
بكرامة ولا الدراسة بمهانة
(تحضنها سعاد بكل حب)
سعاد : لا يا مريم..لأنني أحبك وأعتبرك ابنتي لن
أتركك ترحلين..وأعدك أن أجد لك حلا سريعا
ترتاحين معه..أمهليني للغد.
مريم : أطال الله عمرك يا سيدتي..أنا لا أريد أن
أحملك متاعبي
سعاد : لا متاعب بين الأم وابنتها ..الحل يشملك
يا فائزة..فأنا لا أطمئن على مريم إلا معك
فائزة : شكرا لك يا سيدتي على نبل أخلاقك
سعاد :وضبا أمتعتكما سترحلان غدا للسكن عندي
مريم: ماذا ؟؟؟ السكن عندك ؟ لالا والله يا سيدتي..هذا كثير..نحن لا نريد
استغلال طيبتك.
سعاد : لا يا ابنتي..انه يسعدني ذلك والله..فأنا أملك
بيتا فوق بيتي ..وهو شاغرا الآن ولا أكون في
حاجة إليه قبل الصيف حين قدوم أخي
من فرنسا..وأنتما تغادران في
ذلك الوقت لأنها عطلة..ولذا بكل طيبة خاطر
أدعوكما للإقامة فيه بعيدا عن كل ما من شأنه
أن يسبب لكما المشاكل
(الفرحة تهز مريم وفائزة
تقبلان سعاد..
دموع التأثر بادية على
مريم التي تكلم سعاد بكل
حب..)
مريم : ماذا أقول لك يا سيدتي ؟ لم أجد الكلمات التي تفيك
حقك..أنا أدعو الله أن يجازيك عنا كل الخير
فائزة : يا أطيب وأنبل ما رأيت في حياتي
سعاد : كفاكما مديحا وجهزا نفسكما للرحيل من هذا المكان
(يتنهد منذر ارتياحا)
د.منذر : أخيرا..الحمد لله على نهاية المشاكل
مريم : بل قل بداية المصائب يا منذر.
الى اللقاء مع الحلقة : 9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق