فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة : 7
(تنتهي مريم من سرد جزء
من حكايتها..يتنهد منذر و
هو يشير برأسه)
د.منذر : تلك هي خصال منير ولا أستغرب أي شيء منه..رحمك لله
يا ابن عمّي
مريم : رحمه الله وبرّد مثواه..كان لي كل شيء..وكان الصديق قبل
الزوج..كيف لي رد الوفاء بالخيانة يا منذر؟
د.منذر : لا يا مريم..لا تقولي كلاما تافها..هذه ليست خيانة
فائزة : لا يا مريم لا ..أولا أنت عاهدت المرحوم وهو في رمقه الأخير
ووعدته بأن تبني حياتك من جديد وتواصلين المشوار
وأنا أيضا لا أعتبرها خيانة ..بل وفاء بالوعد.
مريم : انتظريا منذر حتى أنهى الحكاية..عندها فقط ستعرف من هو منير
د.منذر : أنا أعذرك وأعرف من هو منير ولكن أعرف كذلك أنني
منذر
(تبتسم مريم وهي تشير بيدها)
مريم : يا لك من عنيد !! والآن دعنا من المزاح كي أواصل سرد
الحكاية..
أوصلنا منير وأصر على أن ينتظرنا خارجا ولكن شكرته
بلطف ووعدته بأن أتصل به في حال تعرضت لأي
صعوبات..ودعنا وغادر ولكن أحسست أنه اقتلع كياني
كله..ولمت نفسي وأنبتها..وبينت لها حدودها..وكذلك سبب
وجودي في هذا المكان..وبعد أن أنهيت كل الإجراءات رجعنا
إلى القرية كي أجهز نفسي وأرجع إلى العاصمة واتفقت مع
خالي على أن يأخذ أمي للعيش عنده..ولكنها كانت صعبة
المراس.. وأصرت أن لا تغادر مكانها..وجالت برأسي فكرة
..وقلت في نفسي لما لا أضرب على الوتر الحساس؟ وإليك ما
جرى...
(في القرية رجعت مريم وخالها
وهما في نقاش حاد مع عزيزة
التي أصرت على البقاء في
مكانها)
أحمد : هيّا يا عزيزة..أنهضي وجهزي نفسك ..ستمكثين في بيتي
طالما أن مريم غائبة
عزيزة : ماذا؟ لا لا ..مستحيل أغادر مكاني..
مريم : ماذا تقولين يا أمي ؟ كيف أطمئن عليك وأنت وحيدة
يجب أن تذهبي إلى بيت خالي
عزيزة : بدون إلحاح لقد قلت لا.. يعني لا
أحمد : هكذا يا عزيزة يا أختي..يا ابنة أمّي وأبي..ترفضين العيش
عند أخيك..شكرا لك
عزيزة : لا يا أحمد..لا يا أخي ليس هذا قصدي..ولكن..
أحمد : قولي يا عزيزة ..ولكن ماذا ؟ هل رفضك لأجل شهرة؟
(عزيزة باندفاع)
عزيزة : لا والله يا أخي.. العلاقة بيننا ممتازة ولاشيء يعكرها ولكن..
أحمد : إن كنت تحبينني قولي
عزيزة : ليس لديه ما أقول فقط أنا أريد البقاء في بيتي
مريم : اسمع يا خالي لا تلح عليها أكثر..دعها على راحتها
ولا داعي لذهابي إلى العاصمة ولا لإتمام دراستي يكفي ما نلت من تعليم.
(يصيحان معا)
أحمد : ماذا تقولين يا مريم ؟ هل جننت؟
عزيزة : حتما إنها جنت
مريم : بالعكس أنا في كامل قواي العقلية..وحتى أثبت لكما
ذلك سأمزق كل الأوراق التي تربطني بالعلم والتعليم.
(تجري وتأخذ الأوراق لتمزيقها
ولكن صيحة عزيزة وسرعة
خالها الذي افتك منها الأوراق حالت
دون ذلك..انهارت عزيزة باكية..
يزمجر أحمد في وجه مريم)
أحمد : لن أكلمكما بعد اليوم..لا أنت ولا أنت..خذي أوراقك
مزقيها ..ومزقي معها كل آمالك وأحلامك
(تخطف منه عزيزة الأوراق
وهي تبكي)
عزيزة :إن رفضي يا أحمد ليس لأي شيء سوى أنني لا أريد
أن أثقل كاهلك..فأنت أب عائلة وعائلها الوحيد..هذا هو
سبب رفضي يا أخي..
(نظرة انتصار في عين مريم
سرعان ما أخفتها..يحضن
أحمد كتفي عزيزة)
أحمد : أنت أختي يا عزيزة وفردا من أسرتي وإياك
إعادة هذا الكلام ستأتي معي معززة مكرمة
ثم أنني ولله الحمد لست في خصاصة..
عزيزة : حاضر..حاضر يا أحمد..لكما ما أردتما
سأجهز نفسي وآتي معك..
(تشير بالأوراق في وجه
مريم متوعدة)
عزيزة : أتريدين تمزيق أحلامي وآمالي يا مريم ؟
مريم : لأنني أحبك يا أمي فأنا أضحي بمستقبلي
وحتى بحياتي لأجلك
عزيزة : أطال الله عمرك يا حبيبتي ..لا تنشغلي
لأجلي واطمئني.. فأنا في رعاية خالك حفظه الله
(تقبلها مريم وتقبل خالها)
مريم : أطال الله عمركما معا حتى أنهي دراستي وأرد
القليل من جميل خالي علينا..
أحمد : لا يا عزيزتي أنا ما فعلت سوى الواجب..والآن
أسرعي يا عزيزة في جمع حاجياتك ..
سأوصل مريم إلى المحطة وأعود لنذهب معا
إلى بيتي..هيّا بنا يا مريم..
(تحضن مريم أمها الباكية
وتودعها بدعاء الخير
والنصح والإرشاد)
مريم : رجعت إلى العاصمة وقد تركت قلبي وجزءا من نفسي
عند أمي وخالي..اتجهت إلى مبيت الطالبات..كانت الناظرة
في قمّة الأخلاق..استقبلتني بكل رحابة صدر..وأثنت على
تفوقي ..ثم أعطتني مفتاح غرفتي وأعلمتني بأن هناك فتاة
أخرى ستشاركني الغرفة..شكرتها واتجهت أبحث
عن رقم الغرفة ولسان حالي يلهث بالدعاء
كي لا أتعرض لأي مشكل مع زميلتي في
السكن..المهم..وجدت الغرفة جميلة ..بها شرفة
تطل على منظر جميل..رتبت ملابسي في الدولاب
ووضعت كتبي فوق المكتب..وتمددت لأرتاح من عناء
السفر..فجأة فتح الباب..ودخلت فتاة كانت في قمة الأناقة
والجمال..وقد سبقتها رائحة عطرها. رسمت ابتسامة
ووقفت مرحبة بزميلتي في السكن..غير أن ملامح وجه
الفتاة وما ارتسم عليها من عبوس وغضب جعلني أرجع
إلى الوراء وأنكمش في مكاني..تقدمت مني الفتاة وهي
تضع يدها على أنفها وصاحت في وجهي..وهذا ما جرى..
(في غرفة من مبيت جامعي
للطالبات تجلس مريم على حافة
السرير خائفة من الفتاة التي تتقدم
منها هائجة كالنمرة ..)
هند : من أنت ؟
مريم : أنا ؟ أنا..أنا مريم
هند : ليس هذا قصدي..ماذا تفعلين في مبيت الطالبات؟
ألا تعلمين أنه مكان مخصص للطالبات فقط؟
(تتمتم مريم على حده)
مريم : يا الله....ها قد بدأت المشاكل
(تكلم هند بودّ )
أنا كذلك طالبة ..وزميلتك بالغرفة
(تصيح هند بفزع)
هند : ماذا ؟؟؟ ماذا قلت ؟ انت طالبة وزميلتي في السكن؟
(ترفع صوتها وتتجمع البنات
حولها..بينما تترقرق دمعة في
عين مريم والألم يعتصرها)
هند : أنا ؟ أنا أسكن معك ؟ أسكن وسط هذه
الروائح الكريهة؟ ومعك أنت .. حاوية الفضلات أفضل منك ...لا لا مستحيل
(البنات تتغامزن على مريم
تكلمهن هند وهي تشير إلى
نفسها بتفاخر.)
آنا.. هند الشافعي..ابنة العز والجاه أسكن مع ريفية قذرة
والله ..والله أحس أنني سأتقيأ..من رائحة الغرفة
(تأخذ حقيبتها)
سأذهب إلى المديرة لتجد لي حلا .. سامح الله أبي الذي رفض أن
أسكن وحدي في شقة من شققنا الكثيرة..وعلل رفضه بخوفه
عليّ ..ماذا أفعل إنه أبي.
(تدخل القيمة وعلامات
الغضب بادية على وجهها
تنظر إلى هند نظرة احتقار
وتخاطبها بغضب.)
سعاد المديرة : ها قد جئت على صوت نباحك ..أيتها المغرورة
عديمة الأخلاق.. وقد استمعت إلى خطابك القذر
قولي.. أليس عندك ذرّة من الحياء؟
تجرحين شعور الغير وكأنك أميرة زمانك...ماذا
دهاك؟
هند : لماذا تهينينني ؟ أنا حرّة ..وأنا أرفض السكن مع هذه القدارة
(تذهب سعاد وتحضن كتفي
مريم وهي توقفها وتجفف دمعها)
سعاد : إن كنت لا تعلمين أيتها المغرورة..أيتها الساذجة.أقول لك
هذه الفتاة في نظري وفي نظر كل مثقف
هي أحسن منك ومن كل أناني مغرور ينظر إلى
القشرة والزيف ولا ينظر إلى الجوهر..هذه الفتاة
يا بنات هي التي تحصلت على جائزة الدولة في
الثانوية العامة..
(يفتحن أعينهن دهشة و
تصيح فتاة من بين الفتيات
وهي فائزة..ويصحن بصوت واحد)
الجميع : هذه مريم عواد ؟؟
سعاد المديرة : أجل يا بنات...مريم عواد
(تفتح هند عينيها دهشة
وهي تشير إلى مريم
التي تنهمر دموعها
قهرا)
هند : ماذا ؟ هذه ؟ هذه صاحبة أكبر مجموع ؟
هذه من تكلمت عنها كل الصحف ورفضت
الدراسة في الخارج ؟ لا لا مستحيل..
والأحسن انها رفضت الدراسة خارجا حتى لا تفضحنا بهذا المستوى المنحط والتخلف الواضح من لباسها ورائحتها
نعم أيتها المغرورة..هذه من رفضت الدراسة في الخارج يا عديمة الحياء وقليلة التربية
هند : يجب أن أكلم والدي كي يجد لي حلا و يخرجني من هنا
المديرة سعاد : الباب أمامك ولا يشرفنا أمثالك في مبيتنا..
هند : أنت تهينينني يا سيدتي
المديرة سعاد : والله هذا قليل فيك ..وأنا ما أعطيتك حقك من الاهانة .. ولولا بقية باقية من
برودة دمي لأسمعتك المزيد..
هند : سوف تعتذرين لي ولوالدي على هذا الشتم..وستندمين كثيرا..
سوف نرى من منا سيندم وسوف نرى من منا سيعتذر
(تتقدم فتاة من الجمع الى المديرة)
فائزة : سيدتي..أتسمحين لي بأن أعطي مكاني إلى هند
وآخذ مكانها مع مريم..فأنا يشرفني أن أتقاسم معها
الغرفة.
(تبتسم مريم وسعاد لفائزة)
سعاد : ما اسمك يا آنسة ؟ مازلت أجهل الأسماء
فائزة : أنا فائزة كامل
سعاد : شكرا لك يا فائزة ..أنت الرابحة..تذكري كلامي
فائزة : أنا متيقنة من ذلك يا سيدتي
(تلتفت إلى مريم)
فائزة : أتقبلين بي صديقة وجارة في السكن يا مريم ؟
(تبكي مريم وتمد يدها مصافحة إلى
فائزة التي تحضنها)
مريم : يشرفني ذلك يا فائزة ..يا أختي ويا صديقتي
(تلتفت فائزة إلى هند
وتنظر إليها نظرة احتقار
وتمد لها مفتاح الغرفة)
فائزة : إليك مفتاح الغرفة ..وحتما سترتاحين مع منال
إنها صديقتك من سنوات...
(بتهكم)
وهي كذلك من مستواك الاجتماعي ..عن إذنك
سيدتي سأجلب حقيبتي.
(تشير لها سعاد نعم
تخرج وفي أثرها من تجمع
من البنات.. تجلس سعاد
على السرير وتجلس مريم
وتمد يدها تمسح عنها
بقايا دموع وتكلمها بكل
ود ومحبة)
سعاد المديرة :
إياك يا مريم أن تتأثري من كلام تلك المغرورة
التي لم تنشأ على المبادئ السامية بل نشأت في وسط
مغلف بالمظاهر يلفه الزيف والغرور والتعالي..أمثال
هند كثيرون بين فتيان وفتيات..عاشوا عيشة رغدة يطلبون
القليل ينالون الكثير...لا تنقصهم المادة ولكن تنقصهم
الرعاية والتوجيه..وأغلبية هؤلاء محرومون من الحنان
لأن همّ الوالدين هو جمع المال وكنزه..ولا يهم من أين جاء
هذا المال.. حتى وإن كان مكسب حرام ..وأنا لا ألوم هند
بقدر ما ألوم سوء تربيتها..على كل يا أبنتي لقد من الله عليك
بزميلة متخلقة وتتحلّى بمكارم الأخلاق وأنا الآن مطمئنة البال
لأنك سترتاحين مع فائزة
مريم : ماذا أقول لك يا سيدتي ؟ لقد غمرتني بعطفك وحنانك
ووقوفك بجانبي ومساندتي بثا في نفسي قوّة التحدي
ولن أنسى جميلك ما حييت..
المديرة سعاد : لا تعتبرينه جميلا يا مريم ..أنا متزوجة من عشرين سنة
ولم أرزق بالأولاد و يشرفني أن تعتبرينني أمّا لا مديرة
فانا اعشق التحدي وابهرتني بذكائك ونتائجك المشرفة ..كنت أقرا في ملفك وانا منبهرة..
وتيقني من أنني لن أسمح أو أتساهل مع أي كان يجرح
شعورك أو يصلك بسوء..
مريم : لو تدري يا سيدتي إحساسي في هذه اللحظة إنه مزيج
من فخر واعتزاز ومحبة صادقة أبادلك إياها وإنه
لفخر لي أن تكوي أمي.
(تحضنها مريم..تدخل فائزة
تجر حقيبتها..تسرع إليها
مريم لمساعدتها..تقف سعاد)
سعاد:والآن سأذهب إلى مكتبي وأي صعوبة أو إشكال
باب مكتبي مفتوح لكما..إلى اللقاء.
ميم : إلى اللقاء وشكرا على كل شيء
أنا ممتنة لك..شكرا
الى اللقاء مع الحلقة : 8

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق