فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 15
رجعت معهما إلى العاصمة وأتممت إجراءات
قصتي وتعاقدت مع أكبر شركات الإنتاج..ونشر
لي منير قصتي الثانية وأصبح المشرف على أعمالي
وقضيت بقية العطلة أنعم بالهناء والراحة النفسية
وحلّت فائزة وحلّت معها السنة الجامعية ورجعنا
إلى معهدنا..وذات يوم كان الطلبة والطالبات يقفون
في حلقات..كنت أقف مع فائزة وغير بعيد مني
حلقة السوء.. سمر وهند ومنال.. ولو أن منالا أعتبرها
استثناءا لأنها لم تسيء إليّ ..كان حديثهن يصلنا نظرا
لقصر المسافة التي تفصلنا..
قالت هند موجهة الكلام إلى سمر
هند : لو تدري يا سمر أي مفاجأة أخفيها لك هنا
تحت طيّات ثيابي
سمر : تحت طياّت ثيابك؟ ولماذا تحت طيّات ثيابك؟
لأنها لا ولن تفرحك
سمر : لن تفرحني؟ ما هذا الكلام ؟ وما هذه الألغاز؟
منال : كفي عن شرّ ك يا هند..لقد فهمت مقصدك
هند : ولكن يجب على سمر أن تعرف
سمر : أعرف؟ أعرف ماذا؟ بالله عليكما كفاكما ألغازا
فهمت مقصدها..وعرفت أنها تقصدني..
ارتعدت فرائصي خوفا من مشكل تتسبب فيه هذه الهند
وطلبت العون من الله ..مما ينتظرني ونظرت إلى
فائزة التي ضغطت على يدي وهمست
فائزة : لا تنتبهي إليهما ..ولا تظهري خوفك
مريم : لا أكذب عليك يا فائزة أنا فعلا خائفة
فائزة : أنا معك لا تخافي.
وجاءنا صوت سمر مزمجرا وآمرا
سمر : هيّا تكلمي يا هند..لقد حطمت أعصابي بما فيه الكفاية
وأخرجت هند قصتي التي نشرت واشترتها شركة إنتاج
تلفزيوني..وقالت :
هند : إليك يا سمر المفاجأة وحاذري ألا تصيبك جلطة
بحلقت سمر في الكتاب وقلبته بين يديها وهي تصيح
سمر : ما هذا ؟ ماذا أرى يا الله؟ كتبت ونشرت قصة؟
متى وكيف؟ أجل كيف تصل تلك القروية..الحثالة
إلى هذا المستوى..ولماذا لست أنا ؟ أو هند أو منال؟
منال : إن الله يعطى الموهبة لمن يشاء..ثم كفي عن زرع الشر
فالمسكينة لم تصلك بسوء
هند : لقد أصبحت تدافعين عنها كثيرا يا منال
منال : أنا أدافع عن الحق وقد ظلمتما مريم كثيرا
نظرت ناحيتهن.. وكنت أود أن أشكر منال حتى
بإماء من رأسي..غير أن عيني التقت بعين سمر
الغاضبة والتي أشارت إليّ بكره بعد أن همست
لها هند بشيء..صاحت كمّن لسعتها عقرب وهي
تشير بيدها لا..لا ثم صاحت:
سمر : ماذا أسمع؟ شركة إنتاج سمعي وبصري..
وأطنبت عليها الصحافة؟ وسجلوا معها لقاءات؟
هذه القروية القذرة وصلت إلى مرتبة الأدباء؟
أكاد أجن..
تكلمت منال بحزم ..
منال: اسمعا مني كلمة وهي شهادة حق أقولها في حق إنسانة
قاست منكما الأمرّين..ورغم ذلك لم ترد الإساءة بمثلها
وقد اكتشفت في مريم سمو الأخلاق والطيبة والترفع
عن كل ما من شأنه أن يسيء إلى الغير..زد على ذلك
المساعدة التي تمدها لكل من يقصدها واسألا كل الزملاء
لقد ساعدت الجميع بما فيهم أنا ويرجع لها الفضل وكل الفضل
في نجاحي..ولذا أرجوكما كفاكما شرّا تجاه هذه الإنسانة
المسكينة ويا حبّذا لو تعملا بنصيحتي..وتتقربا منها حتما
ستجدان فيها الأخت والصديقة الصدوقة والقلب المسامح
والكبير ..
وهنا زمجرت سمر وهند وصاحتا في آن واحد
هند وسمر : ماذا؟ ماذا تقولين ؟ هل جننت ؟
منال : بل تعقلت .. وراجعت حساباتي ..
طريقكما طريق شر ولا أريد السير فيه يكفي لحد هنا
ومن هذه اللحظة سأتقرب من مريم وأحاول
نيل صداقتها
ردت سمر بخوف ورجاء
سمر :لا لا يا منال..إياك أن تنحدري إلى مستواها وتصادقينها
منال : المستوى هو مستوى الأخلاق ..والعلم.. والفضيلة وليس
مستوى الشر والحقد والأنانية والتعالي على خلق الله..المستوى
الحقيقي الذي وجدته في مريم هو مستوى التواضع والترفع
عن الإساءة و عن رد الشر بمثله..برغم ما قاسته المسكينة
منكما ولذا أقول لكما ..كفاكما شرا وأعلما أن الله لا يحب الشر
وهو يمهل ولا يهمل
سمر : تعقلي يا منال وأعلمي أن هناك هوّة عميقة تفصلنا عن تلك
القروية وهي المكانة الاجتماعية ..فكيف تبغين التقرب
منها وهي أقل من مستوانا..؟
هند : صحيح كلام سمر يا منال.. أنا أرى في ذلك مسّ من كرامتك
ومركز والدك الاجتماعي..فكري في هذا أرجوك..
منال : من حسن الحظ أننا لا ننظر إلى الأشياء من نفس المنظار
وأنا أرى في مصادقتي لمريم فخرا وشرفا..عن إذنكما ..
سمر : إذا ما دمت مصرّة على مصادقتها...قولي لها سمر تقول لك
لن تفرحي طويلا بهذا النجاح والأيام بيننا
منال : أنت ساذجة يا سمر تتكلمين وكأن الأمر سهلا..
أو بدون قانون..سلام ...ابقيا مع شركما
واقتربت منا منال ومدت لي يدها للصداقة غير أنني عانقتها
بعيون دامعة وفتحت لها قلبي وحضني..وطلبت مني الصفح
عن كل ما بدر منها ..وكانت سمر وهند في الاستماع وجن
جنونهما وصاحت سمر وهي تجذب هند وتتكلم بصوت مرتفع
سمر : هيا بنا يا هند ما عدت أطيق المكوث لحظة واحدة هنا لقد
أصبح المعهد عبارة عن مستنقع مليء بالحشرات السامة..
هيا بنا لنذهب إلى مكان هادئ ولنفكر..
د.منذر: يا لله يا مريم لكم تعذبت وقاسيت..
فائزة : ما مر بحياتها لا يسمى شيء يا منذر أمام
العذاب الكبير ستستمع إليه الآن..فقد وصلت مريم في سرد
الأحداث إلى عمق مأساتها..
د.منذر: أجل والله إنها مأساة بكل المعاني يا فائزة
د.منذر : التعب بادئ على وجهك يا مريم
أرجوك استريحي قليلا ..او اتركي البقية لاحقا
مريم : لا أستطيع التوقف الآن ولو للحظة ولذا أعذرني..
د.منذر : اذا لا تجهدي نفسك..
مريم : شكرا يا منذر ..لأواصل.
خرجت هند وسمر وهما ترسلان نظرات الحقد إلينا وكنا
نشيعهما بنظرات الألم والخوف ...وحين أقول الخوف فأنا
صادقة..
وفي باب الجامعة اعترضت طريقهما سيدة في عقدها الثالث
وما هذه السيدة إلا فردوس زوجة منير..
د.منذر : يا الله لقد اتحد الشر..
مريم : أي والله يا منذر لقد اتحد الشر..ويا له من شر
فائزة : يكفي أن فردوس أصبحت جزءا من هذه العصابة
فائزة : وآه يا منذر مما هو آت..استمع و شد أنفاسك
الى اللقاء مع الحلقة 16

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق