السبت، 7 مايو 2016

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة : 5



فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة : 5

)(تصل مريم إلى كوخها لتجد والدتها
بيدها كيس وهي تعطى الشعير إلى
الخرفان يشرق وجهها حين ترى
مريم)
عزيزة : مريم يا عزيزتي..تعالي..أنظري إلى هذه الخرفان ما أجملها !
(تجلس القرفصاء أمام مريم)
هذه الخرفان يا عزيزتي هي مستقبلنا ومورد عيشنا يجب أن
نتعاون أنا وأنت حتى تصبح هذه الخرفان قطيعا ونخرج من فقرنا وبؤسنا.
(تقبلها وتحضنها ومريم ساهمة)
أعرف أنك صغيرة على تحمل هذا العبء لكن صحتي ليست
على ما يرام ولا أستطيع المشي يوميا للسهل كي أرعى
بهم..لذا سوف أدربك في الأسبوع الأول وأختار لك المرعى
الملائم ثم تواصلين المشوار وحدك.
(تفك مريم نفسها وتضرب الأرض
برجلها بتصميم )
مريم : لا..لا ..لن أرعى الأغنام..أريد أن أتعلم
(تنظر إليها أمها بدهشة)
عزيزة : ما هذا الكلام يا صغيرتي ؟ تتعلمين ؟ ! تتعلمين ماذا
مريم : أجل أتعلم ..أريد أن أذهب إلى المدرسة
(مريم تبكي
تحضنها أمها وتبكي)
عزيزة : أنت كذلك تحلمين مثل أمك..ما أبعدنا عن العلم والتعليم يا ابنتي
مريم : ولماذا خديجة ابنة خالي أحمد تذهب إلى المدرسة؟ و..و..كذلك
فاطمة ابنة العم مسعود..
(تفتح عزيزة عينيها دهشة وهي تشد
مريم من كتفيها وتنظر في عينيها)
عزيزة : ماذا ؟ماذا تقولين؟ و من قال لك هذا الكلام؟
مريم : خديجة وفاطمة..والله يا أمي أنا لا أكذب عليك
(تقف عزيزة وهي تنظر في
الفراغ وتتكلم بألم)
عزيزة : هكذا إذن يا أحمد.. يا أخي.. يا ابن أمي وأبي..يا من حسبتك
عصاي التي سأتوكأ عليها في أيامي الحالكة..فإذا بك تدخل
ابنتك لتتعلم وتترك ابنتي
(عزيزة بتصميم وهي تضع غطاء
على رأسها..وتشد مريم من يدها)
هيّا بنا إلى بيت خالك حتى نعرف منه ما الحقيقة
(تتجهان إلى كوخ أحمد الذي لا يبعد
سوى أمتار قليلة ..وهي تزمجر
وتتوعد..تصل .. لتجده يجلس أمام
الكوخ على حصيرة وزوجته شهرة
بجانبه تطبخ الشاي..تتوقف لترسل
إليه نظرة كلها حسرة وألم ينتبه أحمد
إلى أخته فيقف مرحبا بينما ترسل
شهرة نظرة كره واشمئزاز إلى
عزيزة ومريم)
أحمد : أختي عزيزة؟..أهلا أهلا..مرحبا تفضلي بالجلوس
عزيزة: ما جئت لأجلس يا أحمد..
أحمد :ما بك يا عزيزة ؟ هل من خطب؟
أحمد : أجل يا أحمد ..أنا متألمة منك وعاتبة عليك
(تقف شهرة وتضع يدها في حزامها)
شهرة : ماذا تقولين يا امرأة ؟ماذا فعل لك؟ هل هرب لك بشيء؟ حتى
تعتبين عليه وتتألمين منه؟
عزيزة : من فضلك يا شهرة لا تتدخلي بيني وبين أخي..
أحمد : أصمتي يا شهرة ..دعيني أرى ما الأمر..قولي يا أختي ماذا
هناك؟
عزيزة : هل صحيح أنك أدخلت خديجة إلى المدرسة؟
(أحمد بكل تلقائية)
احمد : أجل يا عزيزة
شهرة: وستصبح إن شاء الله طبيبة أو محامية
(تنظر إليها عزيزة بألم..
وتوجه الكلام إلى أحمد)
عزيزة : هكذا يا أحمد؟ تدخل خديجة لتتعلم وتترك مريم ؟
شهرة : ماذا دهاك يا امرأة..وما هذا الكلام الذي تقولينه وأي علام تريدينه لابنتك؟؟
عزية : وما الغرابة في كلامي يا شهرة؟ اليست بشر..ألا يحق لها أن تدخل المدرسة؟
شهرة : أي مدرسة واي علام ؟ كلامك غير منطقي
(عزيزة وقد ترقرقت
دمعة في عينيها)
عزيزة : لأننا أصبحنا بدون عائل؟ لأنها يتيمة وليس لها من يفكر فيها؟
أصبح كلامي غير منطقي
(يصيح أحمد في وجه شهرة)
أحمد : إياك أن تتفوهي بكلمة أخرى...
(يحضن أحمد كتفي أخته)
احمد : سامحيني يا أختي..أنا والله عن حسن نية..كنت أظن أنك بحاجة
إلى مريم لأن صحتك ليست جيدة ..وبعد ما جرى أنت في
حاجة إليها لترعى الخرفان
عزيزة : لتذهب الخرفان إلى الجحيم..أنا لا أريد أن تتألم صغيرتي
شهرة بغضب تصيح في وجه عزيزة)
شهرة : طبعا لتذهب الخرفان إلى الجحيم..لأنها ليست من حرّ مالك ولا
تعبت ولا شقيت لأجلها
(الألم يعصر قلب عزيزة
التي تنهمر دموعها.)
عزيزة : أتعايرينني يا شهرة؟..شكرا لك يازوجة الغالي الذي خذلني
(يلتفت أحمد إلى زوجته ويصفعها
صفعات متتالية وهي تصيح..تفك
نفسها منه وتكلمه بتوعد)
شهرة : أتضربني يا أحمد ؟ أتضربني لأجل أختك ؟ لن أمكث لحظة
واحدة هنا
أحمد : اذهبي إلى الجحيم..وإياك والتفوه بأيّ كلمة أخرى
(شهرة تتميّز غيضا وهي ترسل
نظرة كره إلى عزيزة ونظرة توعد
إلى زوجها..يلتفت أحمد إلى
أخته..يقبل رأسها.. )
أحمد : سامحيني يا أختي إن كنت قد أسأت إليك دون قصد
مني..وأعدك بأن أصلح هذا الخطأ..غدا إن شاء الله آخذ معي
مريم إلى سوق القرية وأشتري لها لوازم المدرسة وبعض
الثياب ثم نذهب معا كي نرسمها
(يشرق وجه عزيزة فتحضن أحمد
وتنهمر دموع الفرح وتتشبث مريم
بخالها الذي يأخذها في حضنه فتقبله
قبلات متتالية..)
عزيزة : بوركت..بوركت يا أخي ..يا ابن أمّي وأبي
(تنظر نظرة شماتة إلى شهرة)
عزيزة : كنت على يقين من أنك لا ولن تتخلّى عني
أحمد : بالطبع لن أتخلى عنك..فأنت أختي..ومريم ابنتي
(ينزل مريم ويمسح على شعرها)
غدا نذهب إلى سوق القرية..ثم إلى المدرسة..هل أنت سعيدة يا مريم ؟
مريم : جدا جدا يا خالي
( تهمس عزيزة لاحمد)
عزيزة : اذهب وهدّي من روع زوجتك..إنها هائجة كالنمرة
هيّا بنا يا مريم..مع السلامة يا شهرة
تخرج عزيزة ومريم
(يصطحبهما أحمد
تشيعهما شهرة بنظرة
كره تتمتم)
شهرة : اذهبي الى الجحيم..لكم أكرهك
(يدخل أحمد الذي يرسل إليها نظرة
غضب..يجلس دون أن يكلمها..
تقترب منه هائجة)
شهرة : تضربني يا أحمد ؟ تضربني لأجل أختك؟
أحمد : لقد ضربتك لأنك إنسانة مجردة من الرحمة..
ومن الإحساس..أنت ما جربت معنى الألم ..
والذل..والحاجة ..واليتم..وقد ضربتك لأنك
جرحت شعورها ..وأنا على يقين من أن جرحها
منك لن يندمل بسهولة..أرأيت لماذا ضربتك؟
وهذا الباب أمامك..أغربي عن وجهي
(تطأطئ شهرة رأسها..وتقترب
من زوجها)
شهرة : انا آسفة يا أحمد ما كان قصدي إيلامها
أحمد : اعتذري من عزيزة أولا..وبعد ذلك لي كلام
معك ومع والدك
عزيزة : أرجوك يا أحمد لا تقحم والدي في هذا الأمر
وسأعتذر منها وأنا على يقين من أنها ستسامحني
وأعدك بأنها أول وآخر مرة أغلط في حقها..
وحتى ترتاح ..ها أنا ذاهبة لأراضيها وأصطحبها معي
(تهرول شهرة خارج الكوخ وهي
تحكم الغطاء على رأسها..نظرة
انتصار على وجه أحمد ويتمتم.)
أحمد : تلك هي زوجتي شهرة لا ترتدع إلا بالعصا
الى اللقاء مع الحلقة 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق