السبت، 7 مايو 2016

الحلقة الأخيرة من: فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة



الحلقة الأخيرة
من:
فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة

ووضعت فائزة العصابة وأحكمت ربطها ولم تترك لي ولو
بصيصا ضئيلا من النور..وواصلنا سيرنا وهم يتهكمون عليّا
بالألغاز..أخيرا هتف منير:
منير :ها قد وصلنا يا حبيبتي جهزي نفسك للمفاجأة
مريم : هل أنزع العصابة؟
منير : ليس بعد..سأساعدك وسأكون دليلك
مريم : يا الله يا منير..قلبي يقول أن في الأمر سرّ ا في غاية الأهمية
جليلة : أجل يا مريم..وهو مفرح جدا
منير : لا تتمادي يا أمي ودعيها تكتشف حلاوة المفاجأة
نزلنا من السيارة ...ساعدني منير وفائزة على النزول
و أدخل ذراعه في ذراعي و حملت فائزة ذيل ثوبي من
الخلف...همست لمنير
مريم : صدقا يا منير.. أنا أرتعش
منير : صدقا يا مريم ...أنا كذلك أرتعش..ها قد وصلنا إلى المفاجأة
الأولي ..أجلسي وأهدئ كي أرفع العصابة عن عينيك
مريم : ولكن أين الزفاف أنا لا أسمع موسيقى ولكن بعض ضوضاء
بعيدة..
لم يرد منير بل قال لفائزة:
متير: انزعي عنها العصابة يا فائزة
تقدمت فائزة ونزعت العصابة بقيت لثوان أفرك عينيه ثم
أخذت أدير بصري في المكان..لم يكن نزلا ...ولا توجد
عروس ولا ناس..تمعنت في المكان ..إنه مكتب فاخر و فسيح
تتوسطه طاولة كبيرة في شكل دائري وحتما طاولة
الاجتماعات ولم أفهم شيئا ..نظرت إليه متسائلة :
مريم : أين أنا يا منير؟ وما هذا المكان؟
منير : لن أرد على سؤالك ولكن سأقدم لك المفاجأة الأولى..أفتحي ذلك
الباب يا فائزة
أسرعت فائزة تفتح الباب ..ووقفت أبحلق في الوجوه وأنا أرى
أمّي ..وخالي وزوجة خالي وكانوا يلبسون ثيابا في غاية الأناقة
والتناسق ...وهذا حتما بفعل فاعل وتساءلت ..من فعل هذا؟
وكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ وصحت...
مريم : ماذا أرى أمي؟ خالي وزوجة خالي ؟..متى ؟ كيف أتيتم؟
وأين أنا ؟
وارتميت في حضن أمي أقبلها وأبكي ثم قبلت خالي وزوجته
ماذا يجري يا منير؟ متى جاؤوا وكيف جاؤوا ولماذا لست على
علم بقدومهم ؟
منير : وكيف ستكون مفاجأة لو علمت؟
عزيزة : كم أنا سعيدة ...وأنا أرى ابنتي عروسا جميلة
ضحكت وقلت لها
مريم : عروسا؟ حتما ليس هذه المرة نحن في طريقنا إلى زفاف
صديقه
شهرة : ماذا تقولين يا مريم؟ نحن هنا لنزفك إلى السيد منير
أجمد : اجل يا عزيزتي لقد جاءنا السيد منير إلى التل وخطبك منا
وها نحن قدمنا معه للزفاف
كنت أبحلق في الوجوه...فجأة عرفت سرّ تغيّبه وأن العشاء
مع الشركاء ما هو إلا حجة يخفي بها السبب الحقيقي
وهمست له ..لكم أحبك يا حبيبي
أردف خالي
أحمد : لقد بدأت أفهم الأمر...مريم لا تعلم شيئا والسيد منير
أرادها مفاجأة لها
منير : أجل والله
واندفعت إلى حضن أمي أبكي كالطفل
فائزة : لا تفسدي زينتك بهذه الدموع يا مريم...
جليلة : إنه يوم زفافك أيتها العروس الجميلة..وما زالت المفاجآت
وأخذت فائزة تصلح من زينتي
وأنا أتمتم يا له من منير..وتقدم مني منير وهمس..
منير : استعدّي لكتب الكتاب يا حبيبتي ...وبعدها...تأتي المفاجآت
وأبدت أمّي وخالي فرحتها بهذا النصيب ..وهما يعددان خصال
منير وأمه ..وحمدت الله على رضاهما عن هذا الزواج
وتقدم منا منير
منير : هيا بنا إلى القاعة الأخرى الضيوف في انتظارنا لكتب الكتاب
ثم أقدم لك المفاجأة الثانية تليها الثالثة
جليلة : زغردي يا عزيزة وأنت يا شهرة ..الفرحة تكاد لا تسعني
لقد حقق الله لي أمنية حياتي وهي زفاف مريم بمنير
عزيزة :والله يا سيدتي أنا مثلك العبرات تخنقني ولم أجد متسعا
لفرحتي
وارتفعت الزغاريد ..واتجهنا إلى القاعة وكانت فرحتي لا
توصف وأنا أرى السيدة سعاد والعم فؤاد وأساتذتي وأصدقاء
منير..اعترضوني بالتهاني والأماني..وكتبت كتابي وسط
الزغاريد والبهجة والفرحة وتلقيت العديد من الهدايا القيّمة
وكانت هدية أمي جليلة صيغة كاملة من الألماس..وحتى خالي
أحمد رقص مع الجميع على الأنغام الصاخبة
فجأة هتف منير وأوقف الموسيقى
حان الآن تقديم مهر العروسة
مريم : مهر؟ لقد أعطيت يا منير وكفيت ووفيت ..و قد أعلمني خالي أحمد
بكل شيء..ثم إن ما قدمته لي أمي لهو أكثر من ألف مهر..فأنت
مهري ..وأنت مالي وكنزي
وهمس منير..
منير :ستعيدين هذا الكلام الجميل الليلة على مسمعي..حين نكون
وحدنا في غرفتنا
مريم : يا لك من مشاكس...
منير : والآن يا فائزة إلى العمل
وتقدمت مني فائزة والعصابة بيدها.. صحت
مريم : ما هذا ؟ العصابة من جديد ؟ النجدة يا سيدتي سعاد
تقدمت مني ضاحكة وقالت:
سعاد : صراحة يا مريم المفاجأة تستحق العصابة !
ريم : ماذا ؟ وهل تعلمين ما هي المفاجأة؟
سعاد : أجل أنا وعمك فؤاد على علم بكل كبيرة وصغيرة
مريم : إذا أنا آخر من يعلم
منير : أجل يا حبيبتي ...والآن دعي فائزة تقوم بعملها
وضعت فائزة العصابة على عيني..وقادني منير مسافة قصيرة
عرفت من خلالها أنني خارج المكان الذي كنت فيه لأن نسمة
خفيفة لفحتني وكذلك ضوضاء الشارع وصوت محرك
السيارات...أوقفني وأحسست به يرفع العصابة عن عيني
نظرت هنا وهناك كان كل من في القاعة قد تجمّع
حولي..حضن منير كتفي قائلا:
منير : إليك مهرك يا عزيزتي...أرفعي الستارة
وسلمني خيطا جذبته ورفعت الستارة وكدت أسقط من المفاجأة
وأنا أرفع رأسي إلى لافتة على كبر الحائط كتب عليها
مريم عوّاد للنشر والتوزيع..
و لم أصدق ما أرى ..وأخذت أردد:
مريم : دار للنشر والتوزيع تحمل اسمي؟ يا الله أنا لا أصدق
منير :بلى صدقي يا حبيبتي..فهذا مهرك...ودوّي التصفيق حولي
وارتفعت الأصوات تهني وتبارك
وارتميت في حضنه أبكي من فرحتي كالطفل الصغير وأنا
أهمس
لكم أحبك ...كيف ؟ كيف أرد جميلك يا حبيبي ؟ كيف ؟
كوني حبيبتي إلى الأبد
سأكون حبيبتك وزوجتك وصديقتك وأختك إلى الأبد يا حبيبي
ويا زوجي ..ويا صديقي وأخي
ضحك منير والحضور وقال
منير : أنت عسل يا مريم
مريم : وأنت شهد
والتفت إلى الحضور وقال:
منير : سأستأذن منكم ...كما تعلمون لم يبق على إقلاع الطائرة سوى
ساعة ...فائزة ...خذي مريم وساعديها كي تلبس ثياب السفر
الحقيبة في الداخل ..
مريم : أنا لم أفهم شيئا طائرة ..ثياب السفر !! هل من مفاجأة أخرى
منير : الأسئلة ممنوعة عنك حتى آخر إشعار..فقط نفذي الأوامر
ضحك الجميع وضحكت و قلت:
مريم : حاضر يا سيادة الجنرال
سعاد : هذه مفاجأتك الثالثة
مريم : صدقا يا سيدتي أنا خائفة من هذه السعادة
أمنير : سمعت يا سيدة سعاد؟ حبيبتي الطيبة تخاف من السعادة
مريم : ما مررت به يجعلني أخاف
فؤاد : : لا تخافي يا ابنتي لقد ذهب الماضي إلى غير رجعة أنت الآن
تضعين قدمك في دنيا جديدة وبين أيدي آمنة
منير : أجل والله ولذا أفتحي أحضانك للسعادة والهناء...والآن يا فائزة
أسرعي من فضلك الوقت يمر بسرعة
وذهبت مع فائزة إلى الداخل وتملكتني الدهشة وأنا أرى حقيبة
الثياب وتساءلت متى اشترى كل هذا ؟ ضحكت فائزة وقالت:
فائزة : حين كنت تجلسين إلى مكتبك تعملين كنا نحن الثلاثة نخطط
أمّا خروجي المتكرر أنا وأمّي جليلة فهو لشراء لوازمك
مريم : يا لكم من عصابة...ولكنها عصابة حبيبة وعزيزة على قلبي
فائزة : وأنت ضحية عزيزة على قلوبنا..وإليك شيئا آخر أخفيناه عنك
حتى ترتاحي ولا تفكري إلا في سعادتك وسعادة منير
على فكرة يا مريم...أمي جليلة أبت إلا أن تبقى خالتي عزيزة 
معها لتؤنسها ولتبقى دائما قريبة منك
كانت فرحتي لا توصف حضنت فائزة وقلت بلهفة:
مريم : ماذا؟ ماذا قلت ؟ و ....وهل وافقت أمي؟
تحت إلحاح منير وبموافقة خالك أحمد
ولا تسل عن فرحتي فقد اطمئن قلبي..لأنها ستكون قريبة مني
وقد تضاعف حبي لأمي جليلة وزاد تقديري لها يا منذر
منذر : وإنها والله أهلا لكل خير..رحمها الله
مريم : ورحم أمي التي لم تتحمل صدمة وفاة منير وأمي معا
منذر : وهل توفت المسكينة
مريم : نعم لم تعمل طويلا بعدهما لقد كانت تحب منيرا حبا لا يوصف
لقد كان يدللها ويفسحها..ويقول لها دائما ...الفضل لك لما أنا
فيه من سعادة ...لقد أهديتني مريم..
منير : ليرحمهم الله جميعا..و...خالك أحمد؟
مريم : لقد وفرت له ما استطعت ..بنيت له مسكنا لائقا ..واشتريت له
آلات فلاحة متطورة ..وأعطيته مبلغا محترما من المال.لأن
الفضل لله أولا ثم له لما وصلت إليه مريم عوّاد
منذر : وهل تزورينه في التل ؟
نعم..أنا وفائزة دائما نأخذ الأولاد خاصة في موسم الحصاد
منذر : الآن كفاك يا مريم..لقد وصلت إلى الأحداث المؤلمة
فائزة : نعم أرجوك يا مريم كفى لأن منذر يعرف هذه الأحداث
مريم : معكما كل الحق ولكن لن أدخل في الجزئيات وسأكتفي
بحوصلة الأمور
منذر : ولكن يا مريم.....
فائزة : دعها تكمل يا منذر أنا أعرف مريم لن ترتاح إلا إذا أكملت
القصة
مريم : أجل ..وسألخصها قدر المستطاع
سافرنا ولم أكن أعلم ..إلى أين..ولم يكن يعنيني إلى أين ؟ يكفي
أن رأسي يرتاح على صدر منير وهو يهمس لي بكلمات الحب
والهيام.. لست أدري كم مكثنا في الطائرة لأن الساعات صحبة
منير هي عندي ثوان.. وحطت الطائرة وتمتم منير ..
منير : مرحبا بك يا عروسة في روما ومنها إلى البندقية..
ولجمت المفاجأة لساني..وهمست له...
مريم : ضمني إليك بقوّة...أكثر وأكثر فأنت عمري....
ضمني إليه وهو يهمس إلى بهمسات الشوق والحب الجارف
الذي يسكن في داخله وهو لا يقل عن حبي له
وقضينا 3أسابيع عشناها في جنة النعيم..كنا لا نصدق أننا
أخيرا أصبحنا زوجا وزوجة...وأننا ننعم بالسعادة
والهناء..وصدقا يا منذر فإن ما أحباني به منير و ما
رأيته منه ما يعجز القلم عن وصفه...باختصار..لقد عشت في
نعيم أحسد عليه نفسي ..
ولم تكن السنوات التي عشناها معا تختلف عن شهر
العسل..وكان يوما وبعد رجوعنا من شهر العسل..
أفقت ذات صباح نظرت إلى منير الذي يغط في نوم هادئ
نظرت إليه بحب وسألت الله أن يبقيه لي ...وطبعت قبلة
خفيفة على شفتيه ونزلت من السرير لأجهز له فطور
الصباح..وما إن وقفت حتى أحسست بدوار رهيب..ولم أجد
حتى الوقت كي أنادي منير..لم أدري ما جرى...
وأفقت على أصوات حولي ..ووجوه لا أعرفها...وعرفت من
هيئتهما أنهما الطبيب وممرضته..هنأني بالسلامة وابتسامة
على وجهه..وفتح الباب فأندفع منيرا نحوي بوجهه الشاحب
وهو يسأل الطبيب
منير : خيرا يا دكتور ما بها زوجتي؟
ضحك الطبيب وقال له:
الطبيب : لا تخف يا سيد منير...إنها أشياء عادية تحصل لكل امرأة
ستصبح أمّا
نط منير كالطفل وقال وهو يشد على يدي الطبيب
منير : ماذا ؟ تصبح أمّا ؟ أقلت تصبح أمّا؟
الطبيب : أجل ..مبروك يا سيد منير أنت ستصبح أبا
مريم : ولا تسل عن فرحتنا لقد سالت دموعنا دموع الفرحة
وأخذ يكلم الجنين وهو يضع رأسه على بطني ولا أقدر أن
أصف لك مقدار فرحة أمّي جليلة وأمّي عزيزة...وقضيت
أشهر الحمل وأنا في سعادة والكل يسعى لإسعادي وقبل
وضعي بشهر حضرنا زواج فائزة وفاضل
فائزة : ماذا أقول لك يا منذر ما فعله لي منير ومريم لا يفعله حتى
الأهل..مريم.. أهديتني بيتا..أجل والله ...أمّا منير فقد أثثه بأفخر
الأثاث...وسيدتي سعاد والعم فؤاد تكفلا بمصاريف الزواج
وأمّي جليلة أهدتني صيغة قيّمة...وهذا جميلا لا أنساه مدى الحياة
مريم : لا تعيدي هذا الكلام على مسمعي مرّة أخرى..أنت الأخت
والصديقة وكل ما أملك من أهل نظرا لفقداني الأم الأولى
والثانية والحبيب
فائزة : سنبقى إن شاء الله أنا وفاضل أوفياء لليد التي امتدت إلينا بالخير
مريم : أنت تغضبينني يا فائزة فلولاك وفاضل ما بقت ثروتي ولا
واصلت مشوار حياتي..وهذه حقيقة
فائزة : ماذا أقول لك يا مريم أنا نفسي لمست فيهما الطيبة والأخلاق
العالية والمبادئ السامية..وكم تشرفني صداقتهما
فائزة : ونحن كذلك والله يا منذر لقد أحببناك ويشرفنا أن تنظم إلى
عائلتنا الصغيرة ...والآن يا مريم ارتاحي وكفى دموع وأوجاع
مريم : عذرا يا فائزة..عذرا يا منذر..سأحكي ما تبقى بإيجاز لأن لكل
بداية نهاية ونهاية مأساتي تعرفونها لأن منير خطفه الموت منّا
وذهب بلا رجعة كان المسكين قد اشترى لنا منزلا في منطقة
سياحية لقضاء فترة الصيف ..وسبقتنا أمي مع الحاجيات على
أمل أن يرجع منير لاصطحابي بعد يومين مع فائزة والأولاد
منى وضياء وحتى أنهي التزاماتي ...ولكن كانت سفرة بلا
عودة أجل سفرة محتومة من القضاء..ويومها أراد أن يأخذ معه
ضياء وكان في الخامسة .. غير أنني رفضت لأنه لا يمتثل
لأوامر جدته ويكثر من مشاكستها و الدلال عليها...والحمد
لله...حتى أن منير وهو في رمقه الأخير حمد الله لأن ضياء لم
يكن بصحبتهما..و الحمد لله على ذلك
وما يتعبني يا منذر افتقاد ضياء لوالده...فهو يذكره في كل حين
وآن
منذر : لأجل ذلك يا مريم أريد التقرب منك ...كي أعوض ضياء عن
والده وأرعاه وأحميه من غوائل الدهر
فائزة : خاصة يا منذر أن ضياء متعلق بك ويحبك ويرتاح لصحبتك
منذر : وأنا والله أريد أن أكسب ثقته حتى ترتاح نفسيته وحتى يطالبني
هو بالبقاء ...وتيقني يا مريم من أنني لن أضغط عليك أنت حرّة
في اتخاذ القرار الذي ترتاحين إليه
فائزة : ولكن عذرا يا منذر لقد آن الأوان لمريم بأن تكسر القيود ..أجل
قيود الحزن والألم والدموع..أجل يا مريم لا تكوني أنانية
فكري في ضياء...لأن ضياء اليوم لن يكون نفسه ضياء
السنوات القادمة .سنوات المراهقة وهي لعمري من أصعب
فترات العمر..وإذا ما وصل ضياء إلى تلك السن ولم يجد
الرعاية والتوجيه والنصح...حتما سيضيع ولن تقدري على
ردعه
منذر : لا تخيفيها يا فائزة الأمور لن تصل إلى هذا الحد
مريم : بالعكس يا منذر أنا على يقين من أن فائزة تقول الحقيقة وليس
لغاية إخافتي
منذر : اذا يا مريم؟
مريم : أنا أخاف عليك من نفسي يا منذر...ترددي ليس لأجلك..بل
لأجلي..أنا مثخنة بالجراح والأحزان..
منذر : وأنا طبيب لهذه الجراح..قلبي مفعم بالمحبة والحنان..سأداوي
جراحك يا مريم..سأمسح أحزانك ودموعك..ولا أقول لك
سأنسيك منير ...لا والله لأنني أنا نفسي لا ولن أنساه
مريم : مشواري طويل يا منذر مع الألم ..هل ستصبر حتى أخرج من محنتي
منذر : بل سأساعدك على الخروج منها..رويدا رويدا..وستفتخرين بي
زوجا لك وأبا لضياء
نظرت إليه بشفقة ..وفكرت مع عقلي..ووضعت اعتبارا لضياء
أولا وأخيرا..التفت إليه وقلت:
مريم : حسنا لقد ربحتما..
نطت فائزة ولدهشتي رأيت دمعة في عيني منذر..لثم يدي
وقال:
منذر : رحمك الله يا ابن العم...وأعاهدك أمام الله أن أرعى مريم
وضياء وأسكنهما بؤبؤ العين
فائزة : مبروك يا مريم شكرا يا منذر ..لقد استطعت بسياستك ودبلوماسيتك 
أن تقنع مريم ..
منذر : لا تقولي شكرا الآن حتى يوفقني الله وأنجح في مهمتي التي
عاهدت بها الله ومنير...هل أرى ضحكتك يا مريم ؟
ضحكت رغما عني وقلت له:
مريم : يا لك من مشاكس
ضحك بسعادة وقال:
منذر : وعنيد...والآن إليكما ما يلي ..غدا يوم أحد سنقضيه في
مزرعتي في زغوان ..سنذبح خروفا وستخبز لنا الخالة
مبروكة زوجة الحارس الخبز ..أنا لن أنام الليلة لأن فرحتي
لا يسعها شيء..أضحكي يا مريم.. أرجوك أضحكي..وتلك هي
الحياة يوم لك ويوم عليك..أجل والله فهي مزيج من الضياء
والظلام..مزيج من الفرح والألم.. ولا يعيش في هذه الدنيا إلا
من أغمض عينيه عن الظلام وفتحهما عن النور فقط..ولذا
أخلعي منظارك الأسود وضعي منظارا ورديا وستكون الدنيا
جميلة برغم الألم والدموع..هل تعدينني يا مريم بأن تعملي
بنصيحتي
مريم : بعون الله أولا..وبعونك وعون أختي سأتخطى ما أنا فيه
وسألبس منظارا ورديا
كانت فرحة منذر وفائزة لا توصف..ورغم اقتناعي بما أنا
قادمة عليه وبأن مصلحة ابني فوق كل اعتبار إلا أن هاتفا في
داخلي يقول لي إنها خيانة منك
تمت بحمد الله

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة: 19



فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة: 19

مريم : اليك بقية القصة....
لقد كان يوما من أجمل أيام حياتي..خرجت فائزة مع أمي
لقضاء بعض الشؤون..وقد اعتذرت منهما وبقيت في البيت
لإنهاء بعض العمل المتأخر نظرا للأحداث التي مررت
بها..كنت منهمكة في الكتابة ولم أنتبه لمنير كيف ومتى
دخل..رفعت رأسي فوجدته واقفا بالباب يتأملني بحب..وقفت
مذعورة من هول المفاجأة ولكنه احتواني بذراعيه وضمني
إليه بقوّة وهو يعتذر لأنه أخافني..أجلسني برفق وترك يده على
كتفي وهو يضغط عليه ثم رفع ذقني كعادته ونظر مباشرة في
عيني وقال:
منير : حبيبتي..اليوم بعد أن سقطت تلك الحواجز التي كانت تفصلنا
وبعد أن قاسيت كل أنواع العذاب..اليوم آن لك أن ترتاحي من
عناء تلك السفرة المتعبة..اليوم آن لك أن تتذوقي طعم السعادة
الأبدية ..فهل تقبلين الزواج مني يا أميرتي؟
مريم : ماذا أقول لك يا منذر تمنيت أن أنطّ فرحا كالطفل الصغير
تمنيت أن أقول له بصوت يسمعه العالم بأسره ..أحبك ..أحبك
وأقبل العيش تحت سقفك حتى خادمة أخدمك...تمنيت أن أقول له
إنه الهواء الذي أتنفسه وبدونه أختنق...تمنيت...وتمنيت
ولكن عوض عن ذلك..وقفت مذعورة..كانت دموعي كالشلال
وكانت الدهشة مرتسمة على وجهه .. جلست القرفصاء أمامه
وأخذت يده بين يديه وخاطبته برجاء.
يا ليتني أستطيع أن أناديك حبيبي..يا ليتني أستطيع ان اقبل
الأرض تحت قدميك..ولكن
ووقف مذعورا وهو يردد:
منير : لكن ؟ لكن ماذا يا مريم ؟ 
هل مازال بيننا لكن ؟ قولي بربك لقد أقلقتني ...هل من
مانع؟
مريم : رجاء اهدأ يا منير..
منير : وكيف اهدأ يا مريم ؟ وأنت تضعين حاجزا بلكن هذه
مريم : وإنه لحاجز والله يا منير ..واسمه الفارق الاجتماعي..بل
الفوارق الاجتماعية.
رأيت مسحة من الحزن تكسو وجهه وقال بهدوء:
منير : وما هي هذه الفوارق يا سيدتي ؟
مريم : لا تنجر وراء عاطفتك يا حبيبي..أقولها لأنك حبيبي ...ولكن
مهما كان مقدار الحب الذي أحمله لك..لن أنسى نفسي ومن
أكون...
منير : ومن تكونين يا..يا حبيبتي؟
مريم : أنا فتاة ريفية فقيرة قادمة من أعالي التلال..أما أنت ...فأنت
سيّد.. لك اسم كبير وعائلة ما شاء الله متفرعة أصحاب مراكز
ونفوذ..وجاه ومال..فكيف يلتقي مسارنا ؟ خاصة ونحن نعيش
في مجتمع تلفه المظاهر الخداعة ويطغى عليه تكالب المادة
ضحك منير كما لم يضحك في حياته والحال أنني لا أرى ما
يضحك في الأمر سألته:
مريم : هل في الأمر ما يضحك؟
أشار نعم واحتواني بذراعيه...ووضع جبينه على جبيني وأخذ
يدغدغني بأنفه قائلا :
منير : ما كنت أعلم أن حبيبتي ساذجة..
وأخذ شفتي بين شفتيه في قبلة رقيقة وطويلة.شعرت من خلالها
أن الأرض تميد تحتي ..ومن خلال قبلته سقطت كل الحواجز
التي بنيتها من أوهامي وخوفي.. رغم أنني في داخلي كنت
متيقنة من حب منير الجارف نحوي..نظر إلي بخبث ثم قال:
منير : والآن يا حبيبتي الساذجة...هل سقطت تلك الحواجز المصنوعة
من أوهامك؟
مريم : ولكن...
هل ما زال عندك لكن؟ إذن يجب أن أعيد الكرّة
مريم : لا لا يا منير أرجوك كفاك تهورا.. أمي وفائزقادمتان
جذبني الى حضنه ضاحكا..
منير : دائما تجدين لكل شيء عذرا..وإليك قراري وليس رجائي
سأتزوجك يا مريم رغما عنك..سأرعاك يا مريم ...سأدللك
وسيكون مهرك غاليا ..قلبي ...وروحي وعمري
سلمت روحك وعمرك يا حبيبي..أنا التي تفديك بكل غال
ونفيس...أنت الهواء الذي أتنفسه وبدونه أختنق...وأنت روحي
وبدونها أموت..وأنا أقبل أن أعيش تحت قدميك حتى خادمة لك
بل أميرة توجتها على عرش قلبي...ستكونين أميرتي وحبيبتي
وأم أطفالي..ستملئين حياتي بهجة وبيتي أطفالا ..
وهذه المرّة أنا التي ارتميت في حضنه باكية
وغبنا في قبلة محمومة أفقنا من خلالها على جرس الباب
تمتمت مذعورة
مريم : يا الله يا منير لقد رجعت أمي وفائزة
منير : اهدئي وأجلسي إلى مكتبك ...وكل شيء سيكون بخير
ذهب منير وغاب لدقائق ثم رجع مع أمي وفائزة
اندفعت نحوي أمّي وقد فتحتلي ذراعيها وهي تزغرد
جليلة : يا للبشرى السعيدة ...الحمد لله ....أنا أسعد مخلوقة على وجه
الأرض...تعالي ...تعالي إلى حضن أمك يا عزيزتي..
فائزة : مبروك يا مريم كم أنا سعيدة بهذا النبأ السعيد
مريم : شكرا لك يا أمي شكرا لك يا أختي..وأتمنى أن يوفقني الله
وأعوض منيرا عن كل ما قاساه
وهنا غمز منير وقال وهو يحضنني ويضغط على كتفي
منير : أنا على يقين من أنك ستسعدينني وسأذوق معك طعم السعادة
الحقيقية والهناء
منذر : يا لروعة هذا الحب يا مريم
فائزة : أرأيت يا منذر..مريم ومنير نسجا معا قصة من أروع قصص
الحب
منذر : أجل والله ...
فائزة : لست أدري إن كان منير قد صارحك بأنه في ذلك اليوم كان
غيابنا متعمدا وباتفاق معه
مريم : أجل.. لقد صارحني أمام أمي وضحكنا طويلا...وصدقا لم
يخطر ببالي أبدا أن المسألة مطبوخة
منذر : وأين كان الزواج ؟ هنا أم في التل ؟
مريم : ماذا سأقول لك يا منذر..ستصيبك الدهشة من عظمة منير
والعظمة لله.. انتهت السنة الجامعية وكنا فقط ننتظر النتائج
حتى نغادر ..ويومها لم يأت منير بل اتصل بي وأعلمني
بأن له عمل مع شركات أجنبية وهو ملزوم بتناول الطعام
والسهر خارجا وكان إحساسي ينبئني بأن أمي وفائزة تخفيان
عني أمرا مهما..و في الغد رجع منير وأعلمنا بأننا سنرافقه إلى
زفاف صديقه في نزل فاخر وطلب منا التجمل والتأنق وهمس
في أذني وهو يحضنني
منير : أريدك غدا أن تكوني الأميرة وقد جلبت لك فستانا حتما
ستكونين فيه أميرة بحق وستغار من جمالك العروسة
كنت أظنه يهمس ولدهشتي فقد استمعت أمي إلى كلامه
وأردفت قائلة:
جليلة : اطمئن يا منير سنذهب ثلاثتنا إلى الحلاقة وستكون فخورا
بمريم
منير : دعيني ألثم جبينك يا غالية فلا غيرك يفهم ما في نفسي
جليلة : أيها المشاكس ..ألست ولدي؟ غير أنني من الآن فصاعدا
سأسلم المشعل إلى مريم..
مريم : ولم أفهم أنهم كانوا يرسمون لشيء...وأي شيء يا منذر !
منذر : هل أن الزفاف خدعة ؟
مريم :لا تحرق الأحداث يا منير ..ستعرف ما فعل بي هذا الثلاثي 
فائزة ضاحكة : لقد راجانا منير بأن نتعاون معه بكتمان السر.
مريم : يا له من سر يا فائزة
أجل لقد كان في قمّة الروعة
واصلي يا مريم سرد الحكاية لقد شوقتني
مريم : كان موعدنا مع منير في الخامسة حيث سيأخذنا من أمام
الحلاقة..حتى أننا أخذنا لباسنا وقد وقفت فائزة وأمي على
زينتي حتى أنني مازحتهما بقولي ..إن كان هذا لحضور زفاف
فكيف سيكون يوم زفافي؟..وانتهت الحلاقة ولبست الثوب الذي
أحضره لي منيرا وارتسمت على وجهي الدهشة وأنا أردد في
نفسي و أنظر من خلال المرآة...هل هذه مريم فتاة التلال؟ لا لا
هذه أميرة لا ينقصها إلا التاج ..
وكأن فائزة قد استمعت إلى ما همست به في داخلي لقد
صاحت:
فائزة : يا الله ما أجملك يا مريم ! أنت ملكة لا ينقصها إلا التاج !
ولدهشتي أسرعت الحلاقة ووضعت تاجا على رأسي وذلك
تحت تمنعي قالت أمّي
جليلة : أرجوك يا مريم دعيها تزيّنك كي يفتخر بك ولدي
وأخذت تتلو المعوذتين وهي تصلي على النبي..ولم أصدق ما
أرى في المرآة ..هذه فعلا ملكة على عرشها بتاجها وثوبها
الأبيض بذيله الطويل..هذه الملكة لا تمت بصلة إلى تلك الفتاة
الريفية ذات الثياب الغير متناسقة والضفيرة التي تتدلى على
ظهرها..وأفقت من شرودي على صوت منبه السيارة..لقد
حضر منير..ويا له من منير ! لقد وقفت مثل صنم لا أعي ما
حولي وأنا أرى منيرا ورغم اعتيادي على أناقته إلا أن ما أراه
اليوم فاق كل حدود التصوّر..حتى أنني قلت في نفسي أيعقل أن
يكون كل هذا لأجل زفاف صديقه؟وماذا سنفعل في زفافنا؟
أفقت من شرودي لأجده يقف وقد فتح فمه دهشة وهو يرى ما
أنا عليه من أناقة..جرى نحوي فاتحا ذراعيه وهتف:
منير : ياااااااااااااا الله...ما أجملك يا عزيزتي هل أنا في حلم ؟
جليلة : رويدك..لا تفسد زينتها
فائزة : اسمع يا منير لا تقف هكذا تبحلق في مريم..الوقت يمر و......
منير : صدقا يا فائزة أنا فخور بك يا حبيبة القلب..دعيني ألثم جبينها على
الأقل
ولثم جبيني وهمس...
منير : يا الله يا حبيبتي..كم أود أن أخطفك وأطير..أنت ملكة ولكن
ملكتي أنا وحدي
وضحكنا منه..وزمجرت أمي
جليلة : لا تنسى أننا نقف في الشارع ...العيون ستأكلنا...ثم لا تنسى
الحفل
جرى وفتح باب السيارة الأمامي..وساعدني حتى أخذت مكاني
بينما ركبت أمي و فائزة في الخلف..مشينا مسافة فإذا بمنير
يخاطب فائزة
منير : هيّا يا فائزة..أبدئ عملك
فائزة : هل حان الوقت؟
منير : أجل كدنا نصل
فائزة : اسمحي لي يا مريم سأضع عصابة على عينيك
مريم : ماذا ؟عصابة على عينيه؟ ولماذا وهل سأدخل إلى حفل الزفاف
معصوبة العينين؟
منير : لا نقاش يا مريم. امتثلي للأوامر فقط
مريم :هل هي مؤامرة يا أمي؟
جليلة : امتثلي للأوامر يا مريم..
مريم : ما دامت أمي وسط المؤامرة فلا بأس...قومي بعملك يا فائزة
ووضعت فائزة العصابة وأحكمت ربطها ولم تترك لي ولو
بصيصا ضئيلا من النور..وواصلنا سيرنا وهما يتكلمان عليّا
بالألغاز..أخيرا هتف منير:
ها قد وصلنا يا حبيبتي جهزي نفسك للمفاجأة
الى اللقاء مع الحلقة ال20

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة :18



فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة :18

المحامي : فردوس؟ أتعني زوجة السيد منير
مريم : أجل هي بعينها
المحامي : ولكن لماذا ربطت اسمها باسم هند وسمر؟
مريم : لأنها زارتهما في الكلية وخططن ثلاثتهن لإمضاء شهادة
وفاتي وكنت في الاستماع إلى هذه المؤامرة صحبة فائزة
ومنال
الضابط : ولكن فائزة ومنال لم تتطرقا لهذا الموضوع
مريم : انها الحقيقة وأسألهما سيدي 
الضابط : تفضلوا إلى هذا المكتب لإتمام استنطاق مريم ريثما أنهي بحث
سمر وهند
منير : شكرا لك سيدي ..هيا بنا لندخل إلى هذا المكتب
الضابط : أيها العون خذ من السيّد منير عنوان زوجته وأرسل في طلبها
حالا ..ثم أدخل هند أولا وبعد حين أجلب لي ملفا وقل بأن سمر
اعترفت بكل شيء وبأنها بريئة وهند هي السبب في كل ما
جرى..
العون : اتفقنا سيدي...عن إذنك سأدخل هند وقد وضعت كل واحدة في
مكتب..
يكلن الضابط نفسه..
يكاد شكي في براءة هذه الفتاة يصبح يقينا ...ها قد أتت الفتاة
العون : هذه هند يا سيدي
الضابط : أجلسي يا هند..
هند : شكرا لك يا سيدي
الضابط : لا أخفي عنك يا هند لقد أتعبتنا مريم عوّاد هذه...صراحة هي
عديمة الأخلاق
هند: أجل..إنها قروية تافهة..وسخة
الضابط : ولكن حسب ما سمعت..هي أديبة ..ونابغة والأولى على كل
المؤسسة
هند : وهذا ما يشعل النار في داخلنا...كيف لهذه القروية الوسخة أن
تصل إلى تلك المكانة..تكتب ...وتنشر..وأعمالها في التلفزيون
إن هذا لكثير والله
الضبط بسخرية
الضابط : أكتبي مثلها
هند : الكتابة ليست علم بقدر ما هي موهبة..وما كل صاحب شهادة
علمية يستطيع كتابة ولو بيت من الشعر..أو يبني حوارا..أو
يكتب حتى قصة للأطفال
الضابط : ما دمت تعرفين أنها موهبة لماذا كل هذا الحقد عليها
هند : لأنها استحوذت على قلوب المؤسسة بأسرها من الحارس
إلى الزملاء..والعمداء ..الكل مريم عواد..مريم عواد
الآن مريم عواد تقبع بين القضبان ولا يفكها من عشر سنوات
سجنا
الضابط : المتهم بريء حتى تثبت إدانته يا هند
هند : وكيف تكون بريئة وقد وجدوها متلبسة وهي تخفي المخدرات
في درجها؟ زد على ذلك قائمة بأسماء الشركاء
الضابط : سوف نرى يا هند من المجرم ومن البريء..ها قد أتى العون
ماذا وراءك ؟
العون : لقد أنهينا التحقيقات مع سمر إبراهيم. .وقد اعترفت بكل شيء
المسكينة لقد جرتها هذه الفتاة إلى الهلاك ونصبت معها فخا
لمريم
تقفز هند وهي ترتعش
هند : ماذا ؟ ماذا قلت يا سيدي؟ أنا السبب ؟ أم هي وصاحبتها ؟
هكذا إذن يا سمر ترمين أفعالك على عاتقي..إذا اسمع مني يا
سيدي ...صحيح أنا أكره مريم عواد وأغير من نجاحها
وموهبتها واهتمام الجميع بها ولكن ليس لدرجة أن أورطها في
هذه القضية الشائكة..السبب يا سيدي هما فردوس و
سمر..الأولى..خططت وجلبت المخدرات والثانية نفذت
ووضعتها لها في درجها ثم أخبرت عنها
الضابط : هكذا إذن ؟ وقائمة الأسماء؟
هند : لقد أحضرتها فردوس مع لفافة المخدرات جاهزة
هند : أنت شريكة في كل ما جرى وحتى إن كنت بريئة كما تدعين
تسترك وتضليلك للعدالة سببان كافيان لسجنك
هند : أرجوك دعني أكلم بابا...
الضابط : لو غرس فيك هذا الأب أصول التربية ومكارم الأخلاق لما
تواجدت الآن في هذا المكان ..خذها إلى الحجز أيها العون
وهات سمر وأنظر هل أن زوجة منير وصلت
العون : حاضر سيدي..هيا معي 
تخرج هند
مريم : وأكمل الضابط التحقيق وانهارت فردوس وسمر واعترفتا
بجرمهما..وأنصفني القانون بعد أن مكثت أسبوعا في الوقوف
على ذمة التحقيق..وخرجت منهارة
د.منذر : صدقيني يا مريم..أحس بقلبي يتمزق ألما
فائزة : صدقت يا منذر لقد عشنا الألم في تلك الأيام الحالكة
ولازالت ذكراها تسبب الألم..حتى أن مريم بقيت لأيام
لا تعرف طعم الأكل
مريم : أجل والله وكانت الكوابيس ترهق نومي..كنت أستيقظ مفزوعة
وأنا أصيح ..بريئة ...والله بريئة حتى أن السيدة جليلة أصبحت
لا تفارقني..بل تنام بجانبي..
د.منذر : وما هو موقف زوجة عمي من فردوس ؟
مريم : كانت متيقنة منذ البداية بأن لها ضلعا في كل ما جرى
وقد لامتني كما أنبني منير لأنني أخفيت عنهما ما دار بين هند
وسمر وزوجته
مندر : وكيف خرجت من محنتك؟
مريم : بفضل الله وفضل المحيطين بي ورعايتهم لي.. فأنا أنام الليل
في حضن أمي.. منير يطعمني بيده و يفسحني ويدللني..
وتسهر فائزة على نظافتي فكيف لا أخرج من محنتي ؟ وإن
طالت بعض الشيء..
د.منذر : وما هو موقف معهد الصحافة منك ككل..أعني زملاء
ومسيرين؟
فائزة : لقد كان موقفا في غاية النبل ومشرف جدا ردوا به اعتبار مريم
مريم : أجل والله كان موقفا زادني فخرا واعتزازا لأنني أنتمي لهذه
المؤسسة الغالية وإليك ما جرى حتى تعذر وفائي لمنير رحمه
الله..
كلمني مدير المعهد بالهاتف وطلب مني الحضور لأن المعهد
أقام لي حفلا لرد الاعتبار..لا تسل عن فرحتي.. كيف لا ؟ وأنا
سأرفع رأسي عاليا من جديد..كانت فرحة منير أكبر من
فرحتي..حيث اشترى لي ثيابا باهظة قبلتها تحت إلحاح منير
وأمي وحتى فائزة..وتجملت وذهبنا كلنا إلى هذا الحفل..كانت
باقات الزهور تملأ المكان..وكانت النظرات تحتويني بكل
حنان..الزملاء يعتذرون والأساتذة يقدمون لي عبارات التقدير
والاحترام ...جلسنا في الصف الأمامي وبدأ الحفل بكلمة مدير
المعهد الذي قال ومازلت أذكر كلمته حرفا حرفا
بعد أن بسمل تلا الآية الكريمة "إن جاءكم فاسق بنبإ
فتبينوا"إلخ....
ثم بدأ الكلمة المؤثرة
المدير : الأساتذة الأجلاء..السادة الحضور بناتي الطالبات..أبنائي
الطلبة..
إنه لمن المؤلم.. والمؤسف.. والمحزن أن تقع أحداثا كهذه في
مؤسسة إعلامية لها اسمها وصيتها..والمؤسف كذلك أن ما
جرى سببه طالبة ..والمتضررة فيه طالبة..بل نابغة
وأديبة..ونحن نقيم اليوم هذا الحفل على شرفها ولرد الاعتبار
إليها..لأنها اتهمت ظلما ..وقاست الأمرين..وتصدت لكل
الصعوبات والعراقيل..وكل هذا سببه الغيرة والحقد...واليوم
بعدما أثبتت براءة هذه الطالبة وشرفت مؤسستها الإعلامية
أنا أقدم لها أجمل عبارات التهاني والفخر وذلك باسمي الخاص
واسم كل الأساتذة والطلبة..وأطلب من كل وساءل الإعلام التي
أساءت إليها خاصة أن تعتذر منها وتنصفها..تنصف مريم
عواد..ابنة تونس الخضراء وفتاة التلال العالية..و كرد
لاعتبارها فقد قررنا إحداث وسام يحمل اسم مريم
عواد..يتحصل عليه من يجمع بين النجاح ورفعة الأخلاق
ولكن في هذه السنة مريم عواد هي من سيوسّم بهذا الوسام.
وحتى أكون عادلا وكما ذكرت اسم من رفع رأس المؤسسة
فأنا وبكل أسف يجب أن أذكر اسم المتسببة في ما جرى
وشريكتها في الجرم اللتان أضرتا باسم المؤسسة والإعلام
كافة..
وقد قع شطب اسميهما لأنهما لا تشرفاننا ولأنهما الآن تقبعان
وراء قضبان السجن ومن حفر جبا لأخيه وقع فيه..وقبل أن
أذكر اسميهما أوجه إصبع الاتهام إلى الوالدين وأطلب منهم
الحزم ومراقبة سلوك الأبناء..أما الطالبة الأولى المغضوب
عليها فهي سمر إبراهيم والثانية هند الشافعي اللتان ستقول
العدالة فيهما كلمتها مع شريكة لهما من خارج المعهد..وأنا
على يقين من أن ما جرى لن يزيد مريم عواد إلا تحديا
وإصرارا على المضيّ قدما في طريق النجاح والتألق..والآن يا
مريم تفضلي لأزين صدرك بوسام الشرف ...وسام مريم عواد
د.منذر: الله يا مريم..ما أروع كلمة مدير المعهد لقد أنصفك فيها بحق
فائزة: و زادت كلمة مريم وتصرفها في تقديرها
د.منذر : وكيف تصرفت؟
فائزة : ستحكي لك هي
مريم : كان ذلك أقل ما يجب القيام به..لقد شكرت المدير والأساتذة
والزملاء..ووجهت شكري إلى من رعاني وأوصلني إلى
المكانة التي أنا أحتلها اليوم..ونزعت الوسام لأو سم به صدر
منير.. ولدهشتي يا منذر فقد شكره المدير وأشار إلى أن منيرا
أبى إلا أن يتحمل مصاريف هذا الحفل ..من تنسيق..إلى
مصاريف المشروبات والحلويات..وحتى باقات الورود
د.منذر: ماذا أقول ؟ إنه منيرا
مريم : أجل يا منذر إنه منير ..ولم أجد ما أقول أمام هذا الموقف
سوى أن أبكى تأثرا.. غير أنه مسح دمعي وأخذ الكلمة..شكر
المعهد والساهرين على تسييره ..ثم قبلني قائلا إن هذا الوسام
لهو هدية غالية لا تقل قيمة عن صاحبته..
.منذر : لا شك أن طلاق فردوس أصبح سهلا بعد أن دخلت السجن
مريم : لقد وقع الطلاق ولم يحكم لها الحاكم بشيء..غير أن منيرا كان
شهما ونبيلا فقد فتح لها حسابا بنكيا وأودع لها مبلغا محترما
من المال..كي تواصل به مشوار حياتها بعد خروجها من
السجن حيث حكم عليها ب 8 سنوات
منذر :لقد كان تصرف فردوس مشينا ورغم ذلك قابله منيرا بالجميل
رحمه الله وبرّد مثواه ..وكيف كانت النهاية؟
مريم : نهاية قصتي مع منير هو خليط من حلاوة الأيام ومرّها
اليك الفصة
الى اللقاء مع الحلقة 19 وربما قبل الأخيرة

فتاة التلال.. دراما اجتماعية تلفزيونية.. بقلم: جميلة غلالة الحلقة : 17



فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
الحلقة : 17

د. منذر : والله يا مريم لم أجد حتى الكلام الذي يخفف من ألمك
ويشفي جراحك
مريم : صداقتك يا منذر ستكون لي خير شفاء
د. منذر : ولكنني أطمح في أن أكون أكثر من صديق..لأخفف عنك
أحزانك..وأشفي آلامك وأكون أبا حنونا لضياء
فائزة : وتلك هي أمنيتي آنا كذلك والله
مريم : ماذا ؟ هل اتحدتما عليّ؟ لنترك هذا الموضوع لأوانه
ولك بقية الحكاية أو المأساة..
د. منذر: تفضلي واصلي
بعدما رأيت فردوس مع هند وسمر واستمعت إلى حديثهن
انتابني الخوف والشك وأخذت أتحاشى الاحتكاك بهما قدر
المستطاع..وكان هذا الخوف في محله..
كان يوما لا ولن يمحى من ذاكرتي مدى الحياة...كنا في قاعة
الدرس في انتظار الأستاذ...وكنت أجلس وسط فائزة ومنال
وقد لاحظنا تهكما وكلاما كله ألغاز من سمر وهند ..همست
منال
منال : لقد رجعت حليمة إلى عاداتها القديمة ..انظري إليهما وإلى
تهكمهما...هل وقفت الآن عند كلامي حين قلت لك أحذري
مريم : يا ويلي مما ينتظرني منهما ..أخاف أن يكون ما بدر
منهما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة
فائزة : أجل والله لأن هذه السخرية و طريقة هذا الكلام وأسلوبه
ورائه مصيبة
مريم : خاصة بعد أن انضمت إليهما فردوس
والله لقد ازداد خوفي
منال : الله معك....
تمتمت بصوت خافت...آمين..وبدأ الخوف يشل أطرافي.
في هذه اللحظة دخل الأستاذ..وبدأت المحاضرة
ونسيت كل ما حولي وكل شي وكأن القاعة قد خلت إلا من
الأستاذ ومني...كان يشرح وكنت أدوّن ..وكان السكون يخيّم
على القاعة إلا من همس هند وسمر.فجأة سمعنا صفارة
الشرطة وهي تدخل حرم الجامعة..دبت الفوضى في القاعة
وانقطع الأستاذ عن شرح الدرس وجرى البعض إلى النوافذ
ولدهشتنا رأينا هند وسمر تتعانقان بفرحة وهما ترسلان إلىّ
نظرات شماتة وحقد دفين..لم نفهم سر الفرحة والسعادة التي
غمرت هند وسمر إلا لمّا دخل مدير المؤسسة مصحوبا
بشرطيين ..ارتسمت الدهشة على الوجوه ونحن نشاهد الشرطة
في قاعة الدرس تقدم الأستاذ منهما وهو يقطب جبينه وسال
المدير:
الأستاذ : الشرطة في الحرم الجامعي ؟ خير ؟ما الأمر يا سيادة المدير؟
المدير : ماذا أقول لك يا أستاذ إنه شيء لا يصدق
الأستاذ : ماذا هناك يا سيدي ؟ لقد أقلقتني
المدير : الأمن تلقى معلومات مفادها أن الطالبة مريم عواد تتعاطى
المخدرات وتروجها
تعالت صيحات الدهشة وجمدت أطرافي وانعقد لساني وأخذت
أبحلق في الوجوه كالمعتوهة ..ولم أفق إلا لمّا تلقيت صفعة من
فائزة كي أفيق بعد أن أعياها الأمر وهي تصيح في وجهي
فائزة : أفيقي يا مريم ..تكلمي .....دافعي عن نفسك
تمتم الشرطي. ورجانا الابتعاد كي يبحث في أشيائي
وحولي و بحث...وكانت الطامة وأنا أشاهده يخرج لفافة
وورقة بها قائمة أسماء من درجي..وبنظرة احتقار خاطبني
الشرطي
الشرطي : ألا تخجلين من أفعالك المشينة ؟ كيف سمحت لك نفسك
بتعاطي المخدرات وترويجها؟
مريم : لا لا يا سيدي...أقسم بالله بريئة.
أفائزة : أجل والله يا سيدي مريم بريئة
االأستاذ : أنا على يقين من براءتك يا مريم..من مثلك لا تفعل هذا.
المدير: أجل والله وإحساسي يقول بأنها مكيدة مدبرة.وسأعرف من
ورائها؟ ولكن سيدي الشرطي كيف علمتم أن مريم بحوزتها
المخدرات وتتعاطاها ؟
الشرطي : جاءنا بلاغ هذا الصباح مفاده أن طالبة قادمة من أعالي التلال
تدرس في معهد الصحافة تتعاطى المخدرات وتروجها وقد مدونا
بكل الإرشادات عنها مشكورين.
مريم : أقسم لك يا سيدي بالله العظيم أنا لا أعرف حتى شكلها
أنا بريئة والله يا أساتذتي الأجلاء وليست مريم عوّاد التي
تسيء إلى حرم جامعتها
وحضنني الأستاذ من جهة والمدير من أخرى وقالا :
الأستاذ : لا تخافي يا ابنتي نحن على يقين من براءتك وستقف معك
المؤسسة كلها
المدير : سيدافع عنك أكبر الأساتذة في المحاماة وستظهر براءتك
إن شاء الله
الشرطي : وحتى ذلك الوقت أسمحا لي بالقيام بواجبي ووضع الحديد في
يديها
المدير : ولكنها بريئة و خروجها بالحديد يسيء إلى سمعتها
الشرطي : وهل تعاطيها للمخدرات وترويجها لها لا يسيء إلى سمعتها؟
الأستاذ : من فضلك يا سيدي.. المتهم بريء حتى تثبت إدانته
الشرطي : نعم معك الحق ... لكن واجبي يحتنم على وضع الحديد في يديها 
فأرجوكما ..اسمحا لي باتمام عملي فهي متلبسة بالجرم.
المدير : أرجوك لا تفعل..انها بريئة وربي
الشرطي : أنت تحرجني يا سيدي..المسألة كبيرة ولا مكان فيها للعواطف
مسحت دموعي وأنا القي نظرة على سمر وهند و
وقفت شامخة ..مددت يدي إلى الشرطي وخاطبته بشموخ
وعزة نفس.
لا عليك يا سيدي يعلم الله أن مريم عوّاد أنقى من النقاء وأطهر
من الطهر..وستظهر براءتي إن شاء الله..قم بواجبك يا سيدي
همست فائزة
فائزة : لا تخافي يا مريم ...كلنا معك وقد اتصلت بمنير وقد سبقنا إلى
مركز الشرطة مع المحامي
وهنا تقدمت سمر وكأنها نمرة هائجة أشارت إليّ وقالت
سمر : الآن تذرفين دموع التماسيح...وتمثلين دور البريئة المظلومة
والحال أن الدور الذي تستطيعين التأقلم معه هو دور القروية
راعية الغنم ..رثة الثياب حافية القدمين وليس دور الأديبة التي
فاقت شهرتها بين يوم وليلة حدود البلاد..
وتقدمت هند وأشارت إلي بحقد وقالت
هند :أجل يا سمر هي تستطيع خداع كل العالم إلا هند وسمر
أنت إنسانة وقحة خربت بيت آواك وعضضت يد امتدت لك
بالخير...
سادتي زملائي:
هذه القروية الوسخة خطفت من صديقتي زوجها وهي على
أبواب الطلاق
وارتسمت الدهشة على الوجوه وسرت همهمة بين الزملاء
والزميلات ..بين مصدق ومكذب..وتمعّن المدير في هند وسمر
وأشار المدير برأسه أسفا ووجه كلامه إلى سمر وهند وقال:
المدير : الآن عرفت بيت العلة.. والشيء من مأتاه لا يستغرب أنتما
عديمتا التربية والأخلاق
سمر : قل ما شئت يا سيدي..فمريم عوّاد لحست عقولكم بخبثها..وهذه
القضية ستريحنا منها وإلى الأبد
هند : أجل والله سيريحنا الله من جرثومة تفشى سمها ولعقه الجميع
وأنت واحد منهم سيدي المدير
المدير : الآن أغربا عن وجهي ولن أسمح لكما بدخول الحرم الجامعي
قبل ظهور براءتكما.. الآن أصبح عندي الشك يقينا
قم بواجبك سيدي فأنا وراءك بسيارتي
الأستاذ : هيا معي سيد المدير في سيارتي فأنا لن أدع مريم تجابه هذا
المصير الأسود وحدها
المدير : شكرا يا أستاذ هذا ما يزيدني يقينا ببراءة مريم.
وأخذوني إلى مركز الشرطة مكبلة بالحديد..وورائي نعوتا
شنيعة لا ينعت بها إلا المجرم الفاسق الخارج عن القانون
د.منذر : لا حول ولا قوّة إلا بالله..ما هذا النحس الذي لازمك يا مريم؟
وكيف وصلت بهما الدناءة لحد اتهامك بتلك الجريمة الشنعاء؟
فائزة : إن كيدهن عظيم يا منذر
مريم : أجل والله إنه عظيم لم يخطر ببالي لحظة واحدة أن حقدهما
الدفين تجاهي سيقودهما إلى الإساءة إليّ بهذه الطريقة وقد كان
الأمر صعبا للغاية وله تأثيرات سلبية على نفسيتي
طبعا يا مريم وهل في ذلك شك؟..وكيف خرجت من هذا
الشرك؟
مريم : بعون الله أولا... ثم ببوقوف منيرا بجانبي وشد أزري ...ثم
بشهادة الأساتذة ومدير المؤسسة وفائزة ومنال.. وإليك ما
جرى و قد سرده منير على مسمعي وكان يحكي لي وكأنني
في غيبوبة من هول ما أسمع....لقد بدأ استنطاق مدير المؤسسة
والأستاذ أولا حيث نادي الشرطي عليهما وأستمع إلى
شهادتهما وأليك ما جرى:
الضابط : مرحبا بكما ..تفضلا بالجلوس أرجوكما
الأستاذ : شكرا لك سيدي
المدير : شكرا
أالضابط : رأيت يا سيد المدير نتيجة التسيّب وعدم الحزم مع الطلبة..لقد
أصبح الحرم الجامعي وكرا للفساد وبيع المخدرات
المدير : مع احترامي لرأيك يا سيدي مؤسستي هي فوق كل الشبهات
وهي مؤسسة لها تاريخ وتخرجت منها أقلاما فذة كلامها
رصاص يهد البنيان ولهم باع في عالم الصحافة..
وما صار فهو لا يتعدى أن يكون مكيدة مدبرة تجاه الطالبة
مريم عواد التي ستظهر براءتها وينصفها القانون لأنني على
يقين من براءتها
الأستاذ : وأنا كذلك..وليست المرّة الأولى التي تتعرض فيها مريم
للإساءة
الضابط : ولكن لماذا تتعرض دائما للإساءة ؟
المدير : لأنها نابغة ولأنها موهوبة..ولأنها أديبة فاقت شهرتها حدود
البلاد ..ولأنها ريفية
الضابط : وهل هذه الأسباب تجعل زملاءها يحقدون عليها ويكيدون لها
المكائد؟
أجل سيدي ويا لها من مكائد..
شكرا لكما تفضلا ..أيها العون صاحب السيدان وادخل زميلتيها
تفضلا ..مع السلامة..أنتما..منال وفائزة ..أدخلا
منال وفائزة : شكرا
الضابط : أجلسا ..
منال وفائزة : شكرا سيدي
الضابط : أتبكيان لأجل مروجة المخدرات؟ حتما لقد خدعتكما بطيبتها
الكاذبة
فائزة : لا يا سيدي وحق الله.. مريم هي النقاء والطهر والشرف
والترفع عن كل ما من شأنه أن يسئ إليها..هي بسيطة في
بساطة أهل الريف و في نبل أخلاقهم
الضابط : مع الأسف يا آنستي أنت تمدحين إنسانة بعيدة كل البعد عن تلك
التي ضبطت متلبسة
منال : والله يا سيدي مكيدة مدبرة من سمر وهند
الضابط : من هما هند وسمر ولماذا تكيدان لها؟
فائزة : لأن الله منّ عليها بكل شيء..الخلق..والأخلاق ...والذكاء
والنبوغ..وهذا الشيء لم يرض هند وسمر..حيث نهشت الغيرة
قلبيهما ولم تستوعبا الأمر ...فكيف لقروية مثل مريم أن تصل
إلى ما وصلت إليه
الضابط : وإلى أين وصلت..أليست طالبة مثل بقية الطلبة؟
فائزة :نعم هي طالبة يا سيدي..ولكنها أديبة وشهرتها فاقت حدود
البلاد وقد اشترت منها مؤخرا شركة إنتاج سمعي وبصري
قصة هي الآن تصوّر مسلسلا للتلفزيون 
الضابط : لقد بدأ الشك ينتابني بأن تكون الفتاة مظلومة وأن في الأمر
مكيدة وقد وجهت قائمة الأسماء المصحوبة للمخدرات لإجراء
بحث على أصحابها ..ونحن في انتظار النتائج لنتأكد إن كان
الأمر مكيدة كما أكد الجميع
منال : هذا الشيء أنا متحققة منه ..وأن من كاد لمريم هما هند وسمر
الضابط : القانون لن يتسامح مع كل من تخوّل له نفسه اتهام الغير باطلا
وإن كانت مظلومة سينصفها القانون لا محالة
فائزة : سيدي..من فضلك أريد أن أقابل مريم كي أرفع من معنوياتها
وأحسسها بأننا وكامل المؤسسة الإعلامية إلى جانبها
الضابط : انتظرا خارجا ريثما أنهي التحقيق مع هند وسمر ومنير
قائزة : شكرا لك يا سيدي
الضابط : أيها العون أصحبهما إلى الخارج وأدخل منير أولا وحاذر من
المشاكل بين الفتيات
لا عليك يا سيدي لقد وضعت هند في مكتب وسمر في مكتب
وذلك لما سمعته من تورطهما في هذه القضية واتقاء للمشاكل
مع السلامة أنتما... تفضل يا سيد منير.
منير : شكرا لك أنا مصحوبا بالمحامي
الشرطي : تفضلا بالدخول
الضابط : مرحبا تفضلا أجلسا
منير : شكرا سيدي هذا محامي مريم
أهلا وسهلا بكما ..
سيد منير..ما هي علاقتك بمريم ؟
منير :هي أديبة وأنا مدير أعمالها
يبتسم الضابط بتهكم
الضابط : فقط..؟ ولكني سمعت سيناريو آخر
يرد منير بابتسامة تهكم
منير : وما هو هذا السيناريو؟
الضابط : بأنك على أبواب الطلاق بسببها
المحامي : اسمح لي سيدي بالتدخل..حياة السيد منير الزوجية مخلخلة من
منذ ما يقارب الثلاث سنوات وقد قدمت له قضية أولى في
الطلاق سحبناها إثر تدخل بعض الأصدقاء والأقرباء..ثم
تدهورت الأمور من جديد نظرا لأطماع الزوجة ورفض السيد
منير لمطالبها..ومعي الأوراق التي تثبت ذلك
منير: وبذلك تصبح مريم عوّاد بريئة من هذه التهمة 
مثل ما ستظهر ان شاء الله براءتها من تهمة المخدرات
المحامي : سيدي هل لي بمقابلة مريم عوّاد ؟
الضابط :لحظة من فضلك..هي هنا وراء هذا الباب...أيها العون افتح
الباب لمريم عواد
يفتح العون الباب وينادي مريم
الشرطي : حاضر سيدي ..تعالي يا مريم وتحدثي مع محاميك والسيد
منير
وما أن سمعت اسم منير حتى دبت في جسمي قوّة خارقة
وخرجت إليه ..ارتميت في حضنه ولم أعد أعمل حسابا لأي
إن كان أو لأي شيء..مرّت ثوان ثم تخلصت من ذراعيه
ونظرت في عينيه وقلت له
مريم : هل تصدق أنني أتعاطى المخدرات وأروّجها؟
منير : أشك في نفسي يا مريم ولا أشك فيك ..هذا محاميك لا تخفي
عنه شيء
المحامي : من برأيك يا مريم يكرهك كل هذا الكره حتى يلفق لك هذه
التهمة الشنيعة؟
مريم : لست أدري...الأسماء تتراقص في ذهني..ولكن أخاف أن أكون
ظالمة واتهمهن باطلا
المحامي : اسمعي يا مريم ضعي عواطفك في ثلاجة..ولا أخفي عنك
الأمر أنت في وضعية محرجة جدا
منير : رجا يا مريم كفاك طيبة ...وفكرّي فيما ينتظرك
أجل يا مريم..فعقاب هذه الجرائم يصل إلى 20 سنة سجنا
ارتعدت فرائصي وصحت 
مريم : أنا بريئة أمام الله وضميري..
المحامي : تكلمي يا مريمولا تخفي عني حتى أتفه الأشياء فأنت في وضع حرج
منير : قولي كل شيء يا مريم وإياك إخفاء الأشياء ففائزة حكت لي ما جرى بين ثلاثي الشر
الضابط : في من تشكين يا مريم؟
مريم : أنا ....أنا أشك في سمر وهند و....
منير :قلت لك تكلمي أنا على علم بكل شيء
و....ومن يا مريم؟
مريم : وفردوس
الى اللقاء مع الحلقة 18