الحلقة الأخيرة
من:
فتاة التلال..
دراما اجتماعية تلفزيونية..
بقلم: جميلة غلالة
ووضعت فائزة العصابة وأحكمت ربطها ولم تترك لي ولو
بصيصا ضئيلا من النور..وواصلنا سيرنا وهم يتهكمون عليّا
بالألغاز..أخيرا هتف منير:
منير :ها قد وصلنا يا حبيبتي جهزي نفسك للمفاجأة
مريم : هل أنزع العصابة؟
منير : ليس بعد..سأساعدك وسأكون دليلك
مريم : يا الله يا منير..قلبي يقول أن في الأمر سرّ ا في غاية الأهمية
جليلة : أجل يا مريم..وهو مفرح جدا
منير : لا تتمادي يا أمي ودعيها تكتشف حلاوة المفاجأة
نزلنا من السيارة ...ساعدني منير وفائزة على النزول
و أدخل ذراعه في ذراعي و حملت فائزة ذيل ثوبي من
الخلف...همست لمنير
مريم : صدقا يا منير.. أنا أرتعش
منير : صدقا يا مريم ...أنا كذلك أرتعش..ها قد وصلنا إلى المفاجأة
الأولي ..أجلسي وأهدئ كي أرفع العصابة عن عينيك
مريم : ولكن أين الزفاف أنا لا أسمع موسيقى ولكن بعض ضوضاء
بعيدة..
لم يرد منير بل قال لفائزة:
متير: انزعي عنها العصابة يا فائزة
تقدمت فائزة ونزعت العصابة بقيت لثوان أفرك عينيه ثم
أخذت أدير بصري في المكان..لم يكن نزلا ...ولا توجد
عروس ولا ناس..تمعنت في المكان ..إنه مكتب فاخر و فسيح
تتوسطه طاولة كبيرة في شكل دائري وحتما طاولة
الاجتماعات ولم أفهم شيئا ..نظرت إليه متسائلة :
مريم : أين أنا يا منير؟ وما هذا المكان؟
منير : لن أرد على سؤالك ولكن سأقدم لك المفاجأة الأولى..أفتحي ذلك
الباب يا فائزة
أسرعت فائزة تفتح الباب ..ووقفت أبحلق في الوجوه وأنا أرى
أمّي ..وخالي وزوجة خالي وكانوا يلبسون ثيابا في غاية الأناقة
والتناسق ...وهذا حتما بفعل فاعل وتساءلت ..من فعل هذا؟
وكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ وصحت...
مريم : ماذا أرى أمي؟ خالي وزوجة خالي ؟..متى ؟ كيف أتيتم؟
وأين أنا ؟
وارتميت في حضن أمي أقبلها وأبكي ثم قبلت خالي وزوجته
ماذا يجري يا منير؟ متى جاؤوا وكيف جاؤوا ولماذا لست على
علم بقدومهم ؟
منير : وكيف ستكون مفاجأة لو علمت؟
عزيزة : كم أنا سعيدة ...وأنا أرى ابنتي عروسا جميلة
ضحكت وقلت لها
مريم : عروسا؟ حتما ليس هذه المرة نحن في طريقنا إلى زفاف
صديقه
شهرة : ماذا تقولين يا مريم؟ نحن هنا لنزفك إلى السيد منير
أجمد : اجل يا عزيزتي لقد جاءنا السيد منير إلى التل وخطبك منا
وها نحن قدمنا معه للزفاف
كنت أبحلق في الوجوه...فجأة عرفت سرّ تغيّبه وأن العشاء
مع الشركاء ما هو إلا حجة يخفي بها السبب الحقيقي
وهمست له ..لكم أحبك يا حبيبي
أردف خالي
أحمد : لقد بدأت أفهم الأمر...مريم لا تعلم شيئا والسيد منير
أرادها مفاجأة لها
منير : أجل والله
واندفعت إلى حضن أمي أبكي كالطفل
فائزة : لا تفسدي زينتك بهذه الدموع يا مريم...
جليلة : إنه يوم زفافك أيتها العروس الجميلة..وما زالت المفاجآت
وأخذت فائزة تصلح من زينتي
وأنا أتمتم يا له من منير..وتقدم مني منير وهمس..
منير : استعدّي لكتب الكتاب يا حبيبتي ...وبعدها...تأتي المفاجآت
وأبدت أمّي وخالي فرحتها بهذا النصيب ..وهما يعددان خصال
منير وأمه ..وحمدت الله على رضاهما عن هذا الزواج
وتقدم منا منير
منير : هيا بنا إلى القاعة الأخرى الضيوف في انتظارنا لكتب الكتاب
ثم أقدم لك المفاجأة الثانية تليها الثالثة
جليلة : زغردي يا عزيزة وأنت يا شهرة ..الفرحة تكاد لا تسعني
لقد حقق الله لي أمنية حياتي وهي زفاف مريم بمنير
عزيزة :والله يا سيدتي أنا مثلك العبرات تخنقني ولم أجد متسعا
لفرحتي
وارتفعت الزغاريد ..واتجهنا إلى القاعة وكانت فرحتي لا
توصف وأنا أرى السيدة سعاد والعم فؤاد وأساتذتي وأصدقاء
منير..اعترضوني بالتهاني والأماني..وكتبت كتابي وسط
الزغاريد والبهجة والفرحة وتلقيت العديد من الهدايا القيّمة
وكانت هدية أمي جليلة صيغة كاملة من الألماس..وحتى خالي
أحمد رقص مع الجميع على الأنغام الصاخبة
فجأة هتف منير وأوقف الموسيقى
حان الآن تقديم مهر العروسة
مريم : مهر؟ لقد أعطيت يا منير وكفيت ووفيت ..و قد أعلمني خالي أحمد
بكل شيء..ثم إن ما قدمته لي أمي لهو أكثر من ألف مهر..فأنت
مهري ..وأنت مالي وكنزي
وهمس منير..
منير :ستعيدين هذا الكلام الجميل الليلة على مسمعي..حين نكون
وحدنا في غرفتنا
مريم : يا لك من مشاكس...
منير : والآن يا فائزة إلى العمل
وتقدمت مني فائزة والعصابة بيدها.. صحت
مريم : ما هذا ؟ العصابة من جديد ؟ النجدة يا سيدتي سعاد
تقدمت مني ضاحكة وقالت:
سعاد : صراحة يا مريم المفاجأة تستحق العصابة !
ريم : ماذا ؟ وهل تعلمين ما هي المفاجأة؟
سعاد : أجل أنا وعمك فؤاد على علم بكل كبيرة وصغيرة
مريم : إذا أنا آخر من يعلم
منير : أجل يا حبيبتي ...والآن دعي فائزة تقوم بعملها
وضعت فائزة العصابة على عيني..وقادني منير مسافة قصيرة
عرفت من خلالها أنني خارج المكان الذي كنت فيه لأن نسمة
خفيفة لفحتني وكذلك ضوضاء الشارع وصوت محرك
السيارات...أوقفني وأحسست به يرفع العصابة عن عيني
نظرت هنا وهناك كان كل من في القاعة قد تجمّع
حولي..حضن منير كتفي قائلا:
منير : إليك مهرك يا عزيزتي...أرفعي الستارة
وسلمني خيطا جذبته ورفعت الستارة وكدت أسقط من المفاجأة
وأنا أرفع رأسي إلى لافتة على كبر الحائط كتب عليها
مريم عوّاد للنشر والتوزيع..
و لم أصدق ما أرى ..وأخذت أردد:
مريم : دار للنشر والتوزيع تحمل اسمي؟ يا الله أنا لا أصدق
منير :بلى صدقي يا حبيبتي..فهذا مهرك...ودوّي التصفيق حولي
وارتفعت الأصوات تهني وتبارك
وارتميت في حضنه أبكي من فرحتي كالطفل الصغير وأنا
أهمس
لكم أحبك ...كيف ؟ كيف أرد جميلك يا حبيبي ؟ كيف ؟
كوني حبيبتي إلى الأبد
سأكون حبيبتك وزوجتك وصديقتك وأختك إلى الأبد يا حبيبي
ويا زوجي ..ويا صديقي وأخي
ضحك منير والحضور وقال
منير : أنت عسل يا مريم
مريم : وأنت شهد
والتفت إلى الحضور وقال:
منير : سأستأذن منكم ...كما تعلمون لم يبق على إقلاع الطائرة سوى
ساعة ...فائزة ...خذي مريم وساعديها كي تلبس ثياب السفر
الحقيبة في الداخل ..
مريم : أنا لم أفهم شيئا طائرة ..ثياب السفر !! هل من مفاجأة أخرى
منير : الأسئلة ممنوعة عنك حتى آخر إشعار..فقط نفذي الأوامر
ضحك الجميع وضحكت و قلت:
مريم : حاضر يا سيادة الجنرال
سعاد : هذه مفاجأتك الثالثة
مريم : صدقا يا سيدتي أنا خائفة من هذه السعادة
أمنير : سمعت يا سيدة سعاد؟ حبيبتي الطيبة تخاف من السعادة
مريم : ما مررت به يجعلني أخاف
فؤاد : : لا تخافي يا ابنتي لقد ذهب الماضي إلى غير رجعة أنت الآن
تضعين قدمك في دنيا جديدة وبين أيدي آمنة
منير : أجل والله ولذا أفتحي أحضانك للسعادة والهناء...والآن يا فائزة
أسرعي من فضلك الوقت يمر بسرعة
وذهبت مع فائزة إلى الداخل وتملكتني الدهشة وأنا أرى حقيبة
الثياب وتساءلت متى اشترى كل هذا ؟ ضحكت فائزة وقالت:
فائزة : حين كنت تجلسين إلى مكتبك تعملين كنا نحن الثلاثة نخطط
أمّا خروجي المتكرر أنا وأمّي جليلة فهو لشراء لوازمك
مريم : يا لكم من عصابة...ولكنها عصابة حبيبة وعزيزة على قلبي
فائزة : وأنت ضحية عزيزة على قلوبنا..وإليك شيئا آخر أخفيناه عنك
حتى ترتاحي ولا تفكري إلا في سعادتك وسعادة منير
على فكرة يا مريم...أمي جليلة أبت إلا أن تبقى خالتي عزيزة
معها لتؤنسها ولتبقى دائما قريبة منك
كانت فرحتي لا توصف حضنت فائزة وقلت بلهفة:
مريم : ماذا؟ ماذا قلت ؟ و ....وهل وافقت أمي؟
تحت إلحاح منير وبموافقة خالك أحمد
ولا تسل عن فرحتي فقد اطمئن قلبي..لأنها ستكون قريبة مني
وقد تضاعف حبي لأمي جليلة وزاد تقديري لها يا منذر
منذر : وإنها والله أهلا لكل خير..رحمها الله
مريم : ورحم أمي التي لم تتحمل صدمة وفاة منير وأمي معا
منذر : وهل توفت المسكينة
مريم : نعم لم تعمل طويلا بعدهما لقد كانت تحب منيرا حبا لا يوصف
لقد كان يدللها ويفسحها..ويقول لها دائما ...الفضل لك لما أنا
فيه من سعادة ...لقد أهديتني مريم..
منير : ليرحمهم الله جميعا..و...خالك أحمد؟
مريم : لقد وفرت له ما استطعت ..بنيت له مسكنا لائقا ..واشتريت له
آلات فلاحة متطورة ..وأعطيته مبلغا محترما من المال.لأن
الفضل لله أولا ثم له لما وصلت إليه مريم عوّاد
منذر : وهل تزورينه في التل ؟
نعم..أنا وفائزة دائما نأخذ الأولاد خاصة في موسم الحصاد
منذر : الآن كفاك يا مريم..لقد وصلت إلى الأحداث المؤلمة
فائزة : نعم أرجوك يا مريم كفى لأن منذر يعرف هذه الأحداث
مريم : معكما كل الحق ولكن لن أدخل في الجزئيات وسأكتفي
بحوصلة الأمور
منذر : ولكن يا مريم.....
فائزة : دعها تكمل يا منذر أنا أعرف مريم لن ترتاح إلا إذا أكملت
القصة
مريم : أجل ..وسألخصها قدر المستطاع
سافرنا ولم أكن أعلم ..إلى أين..ولم يكن يعنيني إلى أين ؟ يكفي
أن رأسي يرتاح على صدر منير وهو يهمس لي بكلمات الحب
والهيام.. لست أدري كم مكثنا في الطائرة لأن الساعات صحبة
منير هي عندي ثوان.. وحطت الطائرة وتمتم منير ..
منير : مرحبا بك يا عروسة في روما ومنها إلى البندقية..
ولجمت المفاجأة لساني..وهمست له...
مريم : ضمني إليك بقوّة...أكثر وأكثر فأنت عمري....
ضمني إليه وهو يهمس إلى بهمسات الشوق والحب الجارف
الذي يسكن في داخله وهو لا يقل عن حبي له
وقضينا 3أسابيع عشناها في جنة النعيم..كنا لا نصدق أننا
أخيرا أصبحنا زوجا وزوجة...وأننا ننعم بالسعادة
والهناء..وصدقا يا منذر فإن ما أحباني به منير و ما
رأيته منه ما يعجز القلم عن وصفه...باختصار..لقد عشت في
نعيم أحسد عليه نفسي ..
ولم تكن السنوات التي عشناها معا تختلف عن شهر
العسل..وكان يوما وبعد رجوعنا من شهر العسل..
أفقت ذات صباح نظرت إلى منير الذي يغط في نوم هادئ
نظرت إليه بحب وسألت الله أن يبقيه لي ...وطبعت قبلة
خفيفة على شفتيه ونزلت من السرير لأجهز له فطور
الصباح..وما إن وقفت حتى أحسست بدوار رهيب..ولم أجد
حتى الوقت كي أنادي منير..لم أدري ما جرى...
وأفقت على أصوات حولي ..ووجوه لا أعرفها...وعرفت من
هيئتهما أنهما الطبيب وممرضته..هنأني بالسلامة وابتسامة
على وجهه..وفتح الباب فأندفع منيرا نحوي بوجهه الشاحب
وهو يسأل الطبيب
منير : خيرا يا دكتور ما بها زوجتي؟
ضحك الطبيب وقال له:
الطبيب : لا تخف يا سيد منير...إنها أشياء عادية تحصل لكل امرأة
ستصبح أمّا
نط منير كالطفل وقال وهو يشد على يدي الطبيب
منير : ماذا ؟ تصبح أمّا ؟ أقلت تصبح أمّا؟
الطبيب : أجل ..مبروك يا سيد منير أنت ستصبح أبا
مريم : ولا تسل عن فرحتنا لقد سالت دموعنا دموع الفرحة
وأخذ يكلم الجنين وهو يضع رأسه على بطني ولا أقدر أن
أصف لك مقدار فرحة أمّي جليلة وأمّي عزيزة...وقضيت
أشهر الحمل وأنا في سعادة والكل يسعى لإسعادي وقبل
وضعي بشهر حضرنا زواج فائزة وفاضل
فائزة : ماذا أقول لك يا منذر ما فعله لي منير ومريم لا يفعله حتى
الأهل..مريم.. أهديتني بيتا..أجل والله ...أمّا منير فقد أثثه بأفخر
الأثاث...وسيدتي سعاد والعم فؤاد تكفلا بمصاريف الزواج
وأمّي جليلة أهدتني صيغة قيّمة...وهذا جميلا لا أنساه مدى الحياة
مريم : لا تعيدي هذا الكلام على مسمعي مرّة أخرى..أنت الأخت
والصديقة وكل ما أملك من أهل نظرا لفقداني الأم الأولى
والثانية والحبيب
فائزة : سنبقى إن شاء الله أنا وفاضل أوفياء لليد التي امتدت إلينا بالخير
مريم : أنت تغضبينني يا فائزة فلولاك وفاضل ما بقت ثروتي ولا
واصلت مشوار حياتي..وهذه حقيقة
فائزة : ماذا أقول لك يا مريم أنا نفسي لمست فيهما الطيبة والأخلاق
العالية والمبادئ السامية..وكم تشرفني صداقتهما
فائزة : ونحن كذلك والله يا منذر لقد أحببناك ويشرفنا أن تنظم إلى
عائلتنا الصغيرة ...والآن يا مريم ارتاحي وكفى دموع وأوجاع
مريم : عذرا يا فائزة..عذرا يا منذر..سأحكي ما تبقى بإيجاز لأن لكل
بداية نهاية ونهاية مأساتي تعرفونها لأن منير خطفه الموت منّا
وذهب بلا رجعة كان المسكين قد اشترى لنا منزلا في منطقة
سياحية لقضاء فترة الصيف ..وسبقتنا أمي مع الحاجيات على
أمل أن يرجع منير لاصطحابي بعد يومين مع فائزة والأولاد
منى وضياء وحتى أنهي التزاماتي ...ولكن كانت سفرة بلا
عودة أجل سفرة محتومة من القضاء..ويومها أراد أن يأخذ معه
ضياء وكان في الخامسة .. غير أنني رفضت لأنه لا يمتثل
لأوامر جدته ويكثر من مشاكستها و الدلال عليها...والحمد
لله...حتى أن منير وهو في رمقه الأخير حمد الله لأن ضياء لم
يكن بصحبتهما..و الحمد لله على ذلك
وما يتعبني يا منذر افتقاد ضياء لوالده...فهو يذكره في كل حين
وآن
منذر : لأجل ذلك يا مريم أريد التقرب منك ...كي أعوض ضياء عن
والده وأرعاه وأحميه من غوائل الدهر
فائزة : خاصة يا منذر أن ضياء متعلق بك ويحبك ويرتاح لصحبتك
منذر : وأنا والله أريد أن أكسب ثقته حتى ترتاح نفسيته وحتى يطالبني
هو بالبقاء ...وتيقني يا مريم من أنني لن أضغط عليك أنت حرّة
في اتخاذ القرار الذي ترتاحين إليه
فائزة : ولكن عذرا يا منذر لقد آن الأوان لمريم بأن تكسر القيود ..أجل
قيود الحزن والألم والدموع..أجل يا مريم لا تكوني أنانية
فكري في ضياء...لأن ضياء اليوم لن يكون نفسه ضياء
السنوات القادمة .سنوات المراهقة وهي لعمري من أصعب
فترات العمر..وإذا ما وصل ضياء إلى تلك السن ولم يجد
الرعاية والتوجيه والنصح...حتما سيضيع ولن تقدري على
ردعه
منذر : لا تخيفيها يا فائزة الأمور لن تصل إلى هذا الحد
مريم : بالعكس يا منذر أنا على يقين من أن فائزة تقول الحقيقة وليس
لغاية إخافتي
منذر : اذا يا مريم؟
مريم : أنا أخاف عليك من نفسي يا منذر...ترددي ليس لأجلك..بل
لأجلي..أنا مثخنة بالجراح والأحزان..
منذر : وأنا طبيب لهذه الجراح..قلبي مفعم بالمحبة والحنان..سأداوي
جراحك يا مريم..سأمسح أحزانك ودموعك..ولا أقول لك
سأنسيك منير ...لا والله لأنني أنا نفسي لا ولن أنساه
مريم : مشواري طويل يا منذر مع الألم ..هل ستصبر حتى أخرج من محنتي
منذر : بل سأساعدك على الخروج منها..رويدا رويدا..وستفتخرين بي
زوجا لك وأبا لضياء
نظرت إليه بشفقة ..وفكرت مع عقلي..ووضعت اعتبارا لضياء
أولا وأخيرا..التفت إليه وقلت:
مريم : حسنا لقد ربحتما..
نطت فائزة ولدهشتي رأيت دمعة في عيني منذر..لثم يدي
وقال:
منذر : رحمك الله يا ابن العم...وأعاهدك أمام الله أن أرعى مريم
وضياء وأسكنهما بؤبؤ العين
فائزة : مبروك يا مريم شكرا يا منذر ..لقد استطعت بسياستك ودبلوماسيتك
أن تقنع مريم ..
منذر : لا تقولي شكرا الآن حتى يوفقني الله وأنجح في مهمتي التي
عاهدت بها الله ومنير...هل أرى ضحكتك يا مريم ؟
ضحكت رغما عني وقلت له:
مريم : يا لك من مشاكس
ضحك بسعادة وقال:
منذر : وعنيد...والآن إليكما ما يلي ..غدا يوم أحد سنقضيه في
مزرعتي في زغوان ..سنذبح خروفا وستخبز لنا الخالة
مبروكة زوجة الحارس الخبز ..أنا لن أنام الليلة لأن فرحتي
لا يسعها شيء..أضحكي يا مريم.. أرجوك أضحكي..وتلك هي
الحياة يوم لك ويوم عليك..أجل والله فهي مزيج من الضياء
والظلام..مزيج من الفرح والألم.. ولا يعيش في هذه الدنيا إلا
من أغمض عينيه عن الظلام وفتحهما عن النور فقط..ولذا
أخلعي منظارك الأسود وضعي منظارا ورديا وستكون الدنيا
جميلة برغم الألم والدموع..هل تعدينني يا مريم بأن تعملي
بنصيحتي
مريم : بعون الله أولا..وبعونك وعون أختي سأتخطى ما أنا فيه
وسألبس منظارا ورديا
كانت فرحة منذر وفائزة لا توصف..ورغم اقتناعي بما أنا
قادمة عليه وبأن مصلحة ابني فوق كل اعتبار إلا أن هاتفا في
داخلي يقول لي إنها خيانة منك
تمت بحمد الله
